للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الله، أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَشْرَبُ المُسْكِر؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَأُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَقُوْلُ القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! أَنْهَاكَ عَنْ مُسْلِمٍ، تَسْأَلُنِي عَنْ كَافِرٍ؟


= والثِّقات لابن حبان (٨/ ١١٤) وتاريخ بغداد (٦/ ٣٣٢)، وتهذيب الكمال (٢/ ٣٦٢)، وغيرها - وعمُّه الآخر: محمد بن عيسى، مُحَدِّثٌ مَشْهُوْرٌ أيضًا، ثقةٌ، رَوَى عنه البُخاريُّ تَعْلِيقًا، وأبُو دَاوُد، والنَّسَائيُّ، وابن ماجَهْ، وروى له التِّرمذي في "الشَّمائل" وأبو حاتم الرَّازيُّ، ومحمد بن يحيى الذُّهْلِيُّ … وتوفي سنة (٢٢٤ هـ). أخبارُهُ كثيرةٌ منها في: ثقات ابن حبَّان (٩/ ٦٤)، وتاريخ بغداد (٢/ ٣٩٥)، وتهذيب الكمال (٢٦/ ٢٥٨)، وتهذيب التَّهذيب (٩/ ٣٩٢).
(فَائِدَةٌ) "قيل لابن الطَّبَّاع: كيفَ عرفتَ أحمدَ بنَ حَنْبَلٍ؟ قال: لم يكن في حَلْقَتِنا أصغرَ منه" وكان أحمد بنُ حَنْبَلٍ يقولُ: إنَّ ابن الطَّبَّاع لَبِيْبٌ كَيِّسٌ. وَكَانَ مُحَمَّدِ بنِ عيسى أوسطَ إخوتِهِ، فإسحقُ أكبرُ منه، ويُوسفُ والدُ المُتَرْجَمِ أَصْغَرُهُمْ. وقارنَ المحدِّثون بين مُحَمَّدٍ وإسْحَق بالعِلْمِ والرِّوايةِ. أمَّا يوسفُ فكان أقلَّ منهم شأنًا وأقلَّ روايةً.
(فائدةٌ أُخْرَى) قال أبو حاتِمٍ الرَّازِيُّ: "سَمِعْتُ محمَّدَ بنَ عِيْسَى يَقُولُ: خَرَجَ أَخِي إلى الرَّيِّ، وكَتَبَ كُتُبَ جَرِيْرٍ فنظرتُ فيما كتَبَ وحَفِظْتُهُ، فقدم جَرِيْرٌ العراقَ فجعلتُ أُطالبُهُ بتلكَ الأحاديْثَ، فقال لي: لِمَ لَمْ تقدم عَلَيْنَا؟ قُلْتُ: خِفَّتِ اليَدِ، فقال: أرى حِمَارَكَ فارهًا، وَثِيَابَكَ بَيْضَاءَ؟ فقلتُ: عاريةٌ، فقال لأَخِي: أراهُ حافِظًا كَيِّسًا، قال: هو يَتِيْمٌ، أَنَا ربَّيْتُهُ، قال: كيفَ شُكْرُهُ لَكَ؟ فإِنَّه يُقَالُ: إنَّ اليَتِيْمَ لا يكادُ يشكُرُ".
- ولمُحَمَّدِ بنِ عِيْسى ابنٌ من أهل العلمِ هو جَعْفَرُ بنُ محمَّد بن عِيْسى، سمع من أبيه ذكره الحافظُ الخطيبُ في "تاريخ بغداد" (٧/ ١٧٩) وقال: "نَزَلَ بسُرَّ من رأى، وحدَّث بها عن أبيه، وروى عنه صالحُ بنُ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ، ذكر ذلك ابنُ أبي حاتم الرَّازِيُّ". يُراجع الجرح والتَّعديل (٢/ ٤٨٨).