للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله (١): "إنَّ كَلَامَ اللهِ الَّذِي اختَصَّ بِهِ مُوْسَى: مَائَةُ أَلْفِ كَلِمَةٍ، وثَلَاثُمائةٍ وثَلَاثَةَ عَشَرَ كَلِمَةٍ" فكانَ الكَلَامُ من اللهِ والاسْتِمَاعُ مِنْ مُوْسَى، إلى أَنْ قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: قال اللهُ تَعَالَى (٢): ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣)﴾ فإِنْ يَكُنْ القَوْلُ منَ الله فإِنَّ القُرْآن (٣) كَلَامُ اللهِ.

وقَالَ مَيْمُوْنُ بنُ الأصْبَغِ: لَمَّا ضُرِبَ أَحْمَدُ سَوْطًا قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا ضُرِبَ الثَّاني، قَالَ: الحَمْدُ للهِ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، فَلَمَّا ضُرِبَ الثَّالِثُ قَالَ: القُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ، فَلَمَّا ضُرِبَ الرَّابِعُ قَالَ: ﴿لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ (٤) فَضَرَبُوهُ تِسْعَةً وعِشْرِين سَوْطًا، وكانَتْ تِكَّةُ (٥) أَحْمَدَ حَاشِيَةَ ثَوْبٍ فانْقَطَعَتْ، فَنَزَلَتِ (٦) السَّرَاوِيْلُ إلى


(١) قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في هامش "المنهج الأحمد": "لم أجده بهذا اللَّفْظِ".
(٢) سورة السجدة.
(٣) في (ط) وأصلها (أ): "فإن الكلام".
(٤) سورة التوبة، الآية: ٥١.
(٥) التِّكَةُ: - بكسر التَّاءِ المُشَدَّدَة، وفتح الكَافِ المُخَفَّفَةِ - رباطُ السَّراويل. قال ابنُ دُرَيدٍ في الجمهرة (١/ ٤١): "لا أحسبها عَرَبِيَّةٌ مَحْضَةٌ، ولا أحسبها إلَّا دخيلًا، وإن كانوا قد تكلَّمُوا بها قديمًا". ويُراجع: المعرَّب للجَوَالِيْقِيِّ (١٣٨)، وشِفَاءُ الغَليل (٨٣)، وقصد السَّبيل (١/ ٣٤٣) وهذه اللَّفظة مستعملة في العَامِّيةِ النَّجديَّةِ مع قلبِ التَّاءِ دَالًا، خاصةً في بلدتنا عُنَيْزَةَ.
(٦) في (ط) وأصلها (أ): "فنزل" وكلاهما صحيحٌ؛ فالسَّراويلُ يجوزُ تذكيرُهُ وتأنيثُهُ والتَّذكيرُ أَفْصَحُ؛ لكنِّي اخترتُ ما عليه أكثرُ النُّسَخِ، مع أنَّه عاد فذكر. قال أبو حاتمٍ السَّجستانيُّ في كتابه "المذَّكر والمؤنَّث": "السَّرَاوِيلُ مؤنثةٌ لا نَعْلَمُ أحدًا ذكَّرها" لكنَّ أبا بكر بن الأنْبَارِيُّ نقل =