للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أسْكَرَ عَنِ الصَّلَاةِ فَهُو حَرَامٌ، فلَمَّا قَدِمَا اليَمَنَ نَزَلَا بَيْتًا، فَتَنَاظَرَا قِيَامَ اللَّيْلِ. فَقَالَ أبُو مُوْسَى: أَنَا أقُومُ أوَّلَ اللَّيْلِ، وأَنَامُ آخرَهُ. فَقَالَ مُعَاذٌ: وأنَا أنَامُ أوَّلَ اللَّيْلِ، وأَقُوْمُ آخِرَهُ. فأَحْتَسِبُ نَوْمِي كمَا أحْتَسِبُ قَومي (١). قَالَ: وَجَاءَ مُعَاذٌ، وعندَ أبِي مُوْسَى رَجُلٌ. فَقَالُوا: هَذَا كَانَ كَافِرًا فأَسْلَمَ، ثُمَّ ارتَدَّ،


= والشَّعِيْرِ، كذا ثَبَتَ في روايةِ الصَّحيحين، وفي روايةِ أُخْرَى يُصْنَعُ من الشَّعِيْرِ، فقالَ رَسُوْلُ الله : "كُلُّ ما أَسْكَرَ عَنِ الصَّلَاةِ فهو حَرَامٌ" وهو حديثٌ صحيحٌ بإجماعٍ، وقد وَرَدَ في (كتاب السَّرايا) من "صحيح البُخاريِّ" في بَعْثِ أبي مُوْسَى ومُعَاذِ إلى اليَمَنِ قبلَ حجَّةِ الوَدَاعِ، وأخرج مُسلِمٌ في "صحيحه" في "كتاب الأشْرِبَةِ" عن أبي مُوسَى قَالَ: بَعَثَنِي النَّبيُّ أنا ومُعاذُ بن جَبَلٍ إلى اليَمَنِ فقلتُ: يَا رَسُوْلَ الله إنَّ شَرَابًا يُصْنَعُ بأرضِنَا يُقَالُ له: المِزْرُ، من الشَّعِيْرِ، وشَرَابٌ يُقَالُ له: البِتْعُ من العَسَلِ؟ فَقَالَ: كلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" وقد ذكرنا الحجج القاطعةَ أنَّ كلَّ ما خَامَرَ العَقْلَ يُسمَّى خَمْرًا والمِزْرُ كذلك فهو خَمْرٌ. والدَّليلُ على تحريمِ المِزْرِ والنَّبِيْذِ قولُهُ : "كلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكَل خَمْرٍ حَرامٌ" أخرجه مسلمٌ في "صحيحه" من حديث مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، عن نافعٍ عن [ابن] عُمَرَ: أنَّ رَسُوْلَ الله قال الحَديثَ. وذكرنا طُرُقَهُ ومَنْ رَفَعُهُ إلى رَسُوْلِ الله من العُدُولِ الحفَّاظ في كتابِ "وَهْجِ الجَمْرِ في تَحْرِيْمِ الخَمْرِ". وفي "مجمل اللُّغة" وهو روايتنا عن أبي جعفرٍ الدَّاريِّ، عن الإمام يحيى بنِ مَنْدَه، عن عمِّه أبي القاسم عبد الرَّحمن، عن اللُّغوِيِّ أبي الحسين بن فارسٍ مؤلِّفِهِ، قَالَ: المِزْرُ: نَبِيْذُ الشَّعِيْرِ والمِزْرُ: الرَّجُلُ الأحمق".
أقول وعلى الله أعتمد -: "وَهْجُ الجَمْرِ … " حقَّقه بعضُ طلبة الدِّراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعودٍ منذ مدَّة. ونَصُّ ابن فارس في "المُجْمَلِ" له (٨٣٠) وفي الجمهرة لابن دريد (٧١٠) "ضَرْبٌ من الشَّراب يُتَّخَذُ من العَسَلِ".
(١) في (ط): "قيامي"، وفي اللِّسان: (قَوَمَ): "قَامَ يَقُوْمُ قَوْمًا وَقِيَامًا وَقَوْمَةً وَقَامَةً، والقَوْمَةُ: المرَّةُ الوَاحِدَةُ".