للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٦٢ - * روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين - وهم صفوف في الصلاة - كشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة، فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم. فنكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر، فتوفي من يومه.

وفي رواية (١) لهما عن أنس: قال: لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر يتقدم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب، فرفعه فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا، فأومأ النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي بكر أن يتقدم، وأرخى النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب، فلم يقدر عليه حتى مات.

٧٦٣ - * روى أحمد وابن ماجه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: "الصلاة وما ملكت أيمانكم" فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه.


= أهجر: الهجر بالفتح نطق المريض بما لم يفهم.
أجيزوا الوفد: الوفد: الذين يقصدون الملوك في طلب حوائجهم ويأتونهم في مهماتهم، وإجازتهم: إعطاؤهم الجائزة، وهي ما يعطون من العطاء والصلة.
٧٦٢ - البخاري (٢/ ١٦٤) ١٠ - كتاب الأذان - ٤٦ - باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة.
ومسلم (١/ ٣١٥) ٤ - كتاب الصلاة - ٢١ - باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس.
(١) البخاري في الموضع السابق.
ومسلم نحوها في الموضع السابق.
٧٦٣ - أحمد في مسنده (٦/ ٣١١).
وابن ماجه (١/ ٥١٩) ٦ - كتاب الجنائز - ٦٤ - باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال المعلق على ابن ماجه: في الزوائد: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
قال السندي: قوله (الصلاة): أي الزموها واهتموا بشأنها ولا تغفلوا عنها (وما ملكت أيمانكم) من الأموال أي أدوا زكاتها ولا تسامحوا فيها وهذا هو الموافق لقران الصلاة، فإن المتعارف في عرف القرآن والشرع قرانهما ويحتمل أن يكون وصية بالعبيد والإماء أي أدوا حقوقهم وحسن ملكتهم، فإن المتبادر من لفظ ما ملكت الأيمان في عرف القرآن هم العبيد والإماء، قوله (حتى ما يفيض بها لسانه) أي ما يجري ولا يسيل بهذه الكلمة لسانه من فاض

<<  <  ج: ص:  >  >>