للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ندعو لك عمر؟ فسكت، قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال "نعم" فجاء فخلا به، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ووجه عثمان يتغير قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهداً فأنا صائر إليه، وقال علي في حديثه: وأنا صابر عليه قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم.

أقول: الظاهر أن قول علي إنما كان بعد ما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم عما يجري عليه وهذا يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم استدعاه وأسر إليه بما يجري عليه كما أخبر عثمان.

٧٦٨ - * روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة: واكرب أبتاه! فقال لها: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم" فلما مات قالت: يا أبتاه، أجاب رباً دعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟.

وفي رواية النسائي (١): أن فاطمة بكت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات، فقالت: يا أبتاه، من ربه ما أدناه؟ يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه؟.

٧٦٩ - * روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك. فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكاً شديداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قال فقلت: ذلك، أن لك أجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها".


٧٦٨ - البخاري (٨/ ١٤٩) ٦٤ - كتاب المغازي - ٨٣ - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
(١) النسائي (٤/ ١٣)، كتاب الجنائز، باب في البكاء على الميت.
٧٦٩ - البخاري (١٠/ ١١١) ٧٥ - كتاب المرضى. ٣ - باب أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.
ومسلم واللفظ له (٤/ ١٩٩١) ٤٥ - كتاب البر والصلة والآداب - ١٤ - باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض وحزن أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها.
إنك لتوعك وعكاً شديداً: الوعك: قيل هو الحمى، وقيل: ألمها ومغثها، وقد وعك الرجل يوعك فهو موعوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>