القرين: الصاحب، وكل إنسان فإن معه قريناً من الملائكة، وقريناً من الشياطين، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه، وفقنا الله لاتباع قرين الخير ومخالفة قرين الشر. قال النووي في شرحه على مسلم: (فأسلم) برفع الميم وفتحها. وهما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه أسلم أنا من شره وفتنته. ومن فتح قال إن القرين أسلم، من الإسلامن وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير. واختلفوا في الأرجح منهما. فقال الخطابي: الصحيح المختار الرفع، ورجح القاضي عياض الفتح، وهو المختار، لقوله صلى الله عليه وسلم: فلا يأمرني إلا بخير. واختلفوا على رواية الفتح. قيل: أسلم بمعنى استسلم وانقاد. وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم: فاستسلم، وقيل: معناه صار مسلماً مؤمناً، وهذا هو الظاهر. قال القاضي: واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه. وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه، فأعلمنا بأنه معنا، لنحترز منه بحسب الإمكان. ٨٨٦ - أحمد في مسنده (٤/ ٢٢٢)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٢٥): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. ٨٨٧ - المستدرك (٢/ ٣١٣)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. (١) المائدة: ٦٧. ٨٨٨ - كشف الأستار (٣/ ١١٤). =