للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٦٢ - * روى مالك عن أبي الطفيل عامر بن واثلة؛ أن معاذ بن جبلٍ أخبرهُ أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عام تبوك. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمعُ بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. قال: فأخر الصلاة يوماً. ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل. ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً. ثم قال: "إنكم ستأتون غداً، إن شاء الله، عينَ تبوك. وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهارُ. فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً. حتى آتى" فجئناها، وقد سبقنا إليها رجلان. والعين تَبِضُّ بشيء من ماءٍ. فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل مسسْتُما من مائها شيئاً؟ " فقالا: نعم. فسبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول. ثم غَرَفُوا بأيديهم من العين، قليلاً قليلاً. حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيه وجهه ويديه. ثم أعاده فيها. فجرتِ العينُ بماءٍ كثير. فاستقى الناسُ. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ، يا معاذ، إن طالت بك حياة، أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً".

٩٦٣ - * روى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: عُطِشَ الناسُ يوم الحديبية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة، فتوضأ منها، ثم أقبل الناس نحو - وفي رواية (١): جهش الناس نحوه- فقال رسل الله صلى الله عليه وسلم: "مالكم؟ " قالوا: يا رسول الله، ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب، إلا ما في رَكْوَتِكَ، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، قال: فشربنا وتوضأنا، قال: فقلتُ لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألفٍ لكفانا، كنا خمسَ عشرة مائةً.

هذا حديث البخاري، وهو أتم، ولم يُخرجْ مسلم منه إلا قوله (٢): لو كنا مائة ألفٍ لكفانا، كنا خمس عشرة مائة.


٩٦٢ - الموطأ (١/ ١٤٣) ٩ - كتاب قصر الصلاة في السفر-١ - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر.
٩٦٣ - البخاري (٧/ ٤٤١) ٦٤ - كتب المغازي - ٣٥ - باب غزوة الحديبية.
الجهش: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان: وهو مع ذلك يريد أن يبكي كالصبي يفزعُ إلى أمه.
(١) البخاري (٦/ ٥٨١) ٦١ - كتاب المناقب - ٢٥ - باب علامات النبوة في الإسلام.
(٢) مسلم (٣/ ١٤٨٤) ٣٣ - كتاب الإمارة -١٨ - باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال.

<<  <  ج: ص:  >  >>