للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقوم يوم الجمعة فيُسْنِدُ ظهره إلى جذع منصوبٍ في المسجد، فيخطُبُ فجاء رومي فقال: ألا نصْنَعُ لك شيئاً تقعد وكأنك قائم؟ فصنع له منبراً، له درجتان، ويقعد على الثالثة، فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على المنبر خار الجذع خوار الثور؛ حتى ارتجَّ المسجد بخواره حُزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فالتزمه وهو يخورُ، فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت، ثم قال: "والذي نفسي بيده لو لم التزمه ما زال هكذا حتى تقوم الساعة حُزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فدُفِنَ يعني الجِذْعَ.

وفي خبر جابر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذا بكى لما فقد من الذِّكْرِ".

٩٨٠ - * روى الطبراني عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع المسجد فلما صنع المنبرُ حن الجذُع إليه فاعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم فسكن.

قال الترمذي: وفي الباب عن أنس، وجابرٍ، وسهل بن سعدٍ، وأُبي بن كعبٍ، وابن عباس، وأم سلة.

قال أحمد شاكر: أحاديث أنس وجابر وسهل بن سعد رواها البخاري، وحديث أبي بن كعب أخرجه ابن ماجه وعبد الله بن أحمد في زيادته على المسند، وحديثا ابن عباس وأم سلمة أخرجهما في الكبير. وأفاده الشارح. وقد روى أحاديث حنين الجذع أيضاً أبو نعيم في دلائل النبوة (ص ١٤٢ - ١٤٣) بأسانيده عن جابر، وعن أبي بن كعب وعن سهل بن سعد، وعن أبي سعيد الخدري، وعن عائشة.

وفي الباب أحاديث كثيرة، وصحح كثير من العلماء بالسنة أن حديث حنين الجذع من الأحاديث المتواترة (١)، لوروده عن جماعة من الصحابة من طرق كثيرة تفيد القطع بوقوع


٩٨٠ - المعجم الكبير (٣٣/ ٢٥٥).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ١٨٣): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله موثقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>