للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحفظه - فوالذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر، ثم سحِبُوا إلى القليبِ، قليبِ بدر.

وفي رواية (١): فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى، قد غيرتهم الشمس، وكان يوماً حاراً.

وفي رواية (٢): ذكر السابع، وهو عمارة بن الوليد. وفيها: فيعمد إلى فرْثها ودمها وسلاها، فيجيء به، ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه.

قال ابن حجر: (فائدة): روى هذا الحديث ابن إسحق في المغازي قال: حدثني الأجلح عن أبي إسحق فذكر هذا الحديث، وزاد في آخره قصة أبي البختري مع النبي صلى الله عليه وسلم في سؤاله إياه عن القصة، وضرب أبي البختري أبا جهل وشجه إياهن والقصة مشهورة في السيرة، وأخرجها البزار من طريق أبي إسحق وأشار إل تفرد الأجلح بها عن أبي إسحق، وفي الحديث تعظيم الدعاء بمكة عند الكفار، وما ازدادت عند المسلمين إلا تعظيماً. وفيه معرفة الكفار بصدقه صلى الله عليه وسلم لخوفهم من دعائه، ولكن حملهم الحسد على ترك الانقياد له، وفيه حلمه صلى الله عليه وسلم عمن آذاه، ففي رواية الطيالسي عن شعبة في هذا الحديث أن ابن مسعود قال: لم أره دعا عليهم إلا يومئذ. وإنما استحقوا الدعاء حينئذ لما أقدموا عليه من الاستخفاف به حال عبادة ربه، وفيه استحباب الدعاء ثلاثاً، وقد تقدم في العلم استحباب السلام ثلاثاً وغير ذلك. وفيه جواز الدعاء على الظالم، لكن قال بعضهم: محله ما إذا كان كافراً، فأما المسلم فيستحب الاستغفار له والدعاء بالتوبة، ولو قيل: لا دلالة فيه على الدعاء على الكافر لما كان بعيداً لاحتمال أن يكون اطلع صلى الله عليه وسلم على أن المذكورين لا يؤمنون، والأولى أن يدعي لكل حي بالهداية. وفيه قوة نفس فاطمة الزهراء من صغرها، لشرفها في قومها ونفسها، لكونها صرحت بشتمهم وهم رءوس قريش، فلم يردوا عليها.


= القليب: البئر التي هي غير مطوية.
الفرْث: ما يكون في الكرش.
(١) البخاري (٧/ ٢٩٣) ٦٤ - كتاب المغازي - ٧ - باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش.
ومسلم (٣/ ١٤٢٠) ٣٢ - كتاب الجهاد والسير-٣٩ - باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين.
(٢) البخاري (١/ ٥٩٤) ٨ - كتاب الصلاة -١٠٩ - باب المرأة تطرح عن المصلي شيئاً من الأذى.

<<  <  ج: ص:  >  >>