للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠١٢ - * روى البخار يعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: "يا عديُّ، هل رأيت الحيرة؟ " قلتُ: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال: "فإنْ طالت بك حياةٌ لترين الظعينة ترتحلُ من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخافُ أحداً إلا الله تعالى" قلتُ فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَّارُ طيء الذين قد سعروا البلاد؟ " ولئنْ طالتْ بك حياة لتفتحن كنوزُ كسرى" قلت: كسرى بن هُرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يُخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلبُ من يقبله منه، فلا يجد أحداً يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجُمان يُتَرْجِمُ له، فيقولن: ألم أبعث إليك رسولاً فيُبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أُعطك مالاً، وأُفْضِلْ عليك؟ فيقول: بلى فينظر عن يمينه، فلا يرى إلا جهنم، وينظرُ عن يساره فلا يرى إلا جهنم" قال عدي: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة" قال عدي: فرأيتُ الظعينة ترتحلُ من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنُوز كِسرى ابن هُرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "يُخرج ملء كفه ... ".

قال في الفتح: قوله (الحيرة) بكسرة المهملة وسكون التحتانية وفتح الراء كانت بلد ملوك العرب الذين تحت حكم آل فارس، وكان ملكهم يومئذ إياس بن قبيصة الطائي وليها من تحت يد كسرى بعد قتل النعمان بن المنذر، ولهذا قال عدي بن حاتم "فأين دعار طيء" ووقع في رواية لأحمد من طريق الشعبي عند عدي بن حتم "قلت يا رسول الله فأين مقاتب طيء ورجالها" (١) ومقاتب بالقاف جمع مقتب وهو العسكر ويطلق على


١٠١٢ - البخاري (٦/ ٦١٠) ٦١ - كتاب المناقب -٢٥ - باب علامات النبوة في الإسلام.
الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج، هذا هوالأصل، ثم سميت به المرأة ظعينة وإن لم تكن في هودج ولا مسافرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>