الفرسان. قوله (حتى تطوف بالكعبة) زاد أحمد من طريق أخرى عن عدي "في غير جواز أحد". قوله (فأين دعار طيء) الدعار جمع داعر وهو بمهملتين وهو الشاطر الخبيث المفسد، وأصله عود داعر إذا كان كثير الدخان قال الجواليقي: والعامة تقوله بالذال المعجمة فكأنهم ذهبوا به إلى معنى الفزع والمعروف الأول. والمراد قطاع الطريق. وطيء قبيلة مشهورة، منها عدي بن حاتم المذكور، وبلادهم ما بين العراق والحجاز، وكانوا يقطعون الطريق على من مر عليهم بغير جواز، ولذلك تعجب عدي كيف تمر المرأة عليهم وهي غير خائفة. قوله (قد سعروا البلاد) أي أوقدوا نار الفتنة، أي ملؤا الأرض شراً وفساداً، وهو مستعار من استعرا النار وهو توقدها. قوله (كنوز كسرى) وهو علم على من ملك الفرس، لكن كانت المقالة في زمن كسرى بن هرمز (اسمه ابرويز) ولذلك استفهم عدي بن حاتم عنه، وإنما قال ذلك لعظمة كسرى في نفسه إذ ذاك. قوله (فلا يجد أحداً يقبله منه) أي لعدم الفقراء في ذلك الزمان، وذلك عند نزول عيسى بن مريم عليه السلام، ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى ما وقع في زمن عمر بن عبد العزيز وبذلك جزم البيهقي وأخرج في "الدلائل" من طريق يعقوب بن سفيان بسنده إلى عمر بن أسيد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال "إنما ولي عمر بن عبد العزيز ثلاثين شهراً، ألا والله ما مات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله يتذكر من يضعه فيه فلا يجده، قد أغنى عمر الناس، قال البيهقي: فيه تصديق ما روينا في حديث عدي بن حاتم انتهى. ولا شك في رجحان هذا الاحتمال على الأول لقوله في الحديث "ولئن طالت بك حياة" قوله (بشق تمرة) بكسر المعجمة أي نصفها، وفي رواية المستملي "بشقة تمرة" وكذا اختلفوا في قوله بعده "فمن لم يجد شق تمرة" قال المستملي "شقة". قوله (ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي صلى الله عليه وسلم) هو مقول عدي بن حاتم، وقوله "يخرج ملء كفه- أي من المال - فلا يجد من يقبله" رواية أحمد المذكورة "والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قالها" وقد وقع ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به عدي. واستدل به بعضهم على جواز سفر المرأة وحدها في الحج الواجب وبالله التوفيق. أهـ الفتح.