للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٣٨ - * روى الطبراني عن أبي نوفل بن أبي عقرب العَرَنْجي قال: صلَبَ الحجاجُ ابن الزبير على عقبةٍ المدينة ليُري ذلك قريشاً، فلما أن تفرقوا جعلوا يمرون فلا يقفون عليه حتى مر عليه عبد الله بن عمر، فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خُبيب (قالها ثلاث مرات) لقد كنت نهيتُك عن ذا (قالها ثلاث مرات) لقد كنت صواماً قواما، تصل الرحم. فبلغ الحجاج موقفُ عبد الله بن عمر فبعث إليه، فاستنزلهُ فرمى به في قبور اليهود، وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر أن تأتيه وقد ذهب بصرها، فأبتْ، فأرسل إليها لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبُك بقُرونك، قالت: والله لا آتيك حتى تُرسل إليَّ من يسحبني بقروني، فأتاه رسوله فأخبره، فقال له: يا غلام ناولني سَبْتِيِّتَيِّ فناوله نعليه، فقام وهو يتوقدُ، حتى أتاها، فقال: كيف رأيت الله صنع بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وأما ما كنت تُعَيِّرُه بذات النطاقين، أجل لقد كان لي نطاقان: نطاق أُغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق آخر لابد للنساء منه، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن في ثقيف مُبيراً وكذاباً، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت ذاك" قال: فخرج.

١٠٣٩ - * روى أبو يعلي عن أبي الجلاس قال (١): سمعتُ علياً يقولُ لعبد الله السبئي


١٠٣٨ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٢٥٦)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
عقبة المدينة: الظاهر من قوله عقبة المدينة أن المراد بذلك العقبة التي يخرج منها الناس من مكة إلى المدينة؛ لأن ابن الزبير صلب في مكة.
والعقبة: المرتقى الصعب من الجبال.
فبعث إليه: أي إلى عبد الله بن الزبير.
سبتيتي: الحذاء.
النطاق: شقة من ملابس النساء.
المبير: المهلك.
الكذاب: هو المتنبئ المختار بن أبي عبيد الثقفي.
١٠٣٩ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ٣٣٣) وقال: رواه أبو يعلي، ورجاله ثقات.
عبد الله السبئي: هو عبد لله بن سبأ، ويلقب بابن السوداء، يهودي تظاهر بالإسلام، وغلا في علي بن أبي طالب، وهو من طلائع الباطنية الغلاة في الأمة الإسلامية.
ولعل الهيثمي وثق رجاله لمعرفته بوجود شواهد ومتابعات، وإلا فقد ذكر ابن حجر ان أبا الجلاس مجهول، والمشهور عند العام والخاص من المسلمين عن عبد الله السبئي هذا أن دوره في الفتنة كان كبيراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>