للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويلك، والله ما أفضى إلي بشيء كتمهُ أحداً من الناس، ولكن سمعتهُ يقول: "إنَّ بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهُم".

١٠٤٠ - * روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قدِمَ مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: إن جعل لي محمدٌ الأمر من بعده تبعته، وقدمها في بشرٍ كثيرٍ من قومه، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريدٍ، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه، فقال: "لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريتُ فيه مارأيتُ، وهذا ثابت يُجيبك عني" ثم انصرف عنه، قال ابن عباس: فسألت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك أرى الذي أريتُ فيه ما أريت فأخبرني أبو هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما أنا نائمٌ رأيتُ في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إليَّ في المنام: أن انفخهُما فنفختهُما، فطارا، فأولتهما، كذابين يخرجان بعدي، أحدهما: العنسي، والآخر: مسيلمة".

وفي رواية عبيد لله بن عبد الله بن عتبة، قال (١): بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم المدينة، فنزل في دار بنت الحارث، وكانت تحتهُ بنتُ الحارث بن كُرْيزٍ، وهي أم عبد الله ابن عامرٍ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وهو الذي يقال له: خطيبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قضيبٌ، فوقف عليه فكلمه، فقال له مسيلمة: إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي أُريتُ فيه ما أريتُ، وهذا ثابت بن قيس وسيُجيبك عني" فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبيد الله: سألتُ عبد الله بن عباس عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أريت فيه ما أريتُ، فقال


١٠٤٠ - البخاري (٨/ ٨٩) ٦٤ - كتاب المغازي -٧٠ - باب وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة بن أُثال.
ومسلم (٤/ ١٧٨٠) ٤٢ - كتاب الرؤيا - ١٤ - باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
(١) البخاري (٨/ ٩١) ٦٤ - كتاب المغازي-٧١ - باب قصة الأسود العَنْسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>