للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دخل ودخلنا عليه. وهو يومئذٍ عند زينب بنت جحش. قال: فتواكلنا الكلام، ثم تكلم أحدنا فقال: يا رسول الله! أنت أبرُّ الناس وأوصلُ الناس. وقد بلغنا النكاح. فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات. فنؤدي إليك كما يؤدي الناسُ، ونصيبُ كما يصيبون قال: فسكت طويلاً حتى أردنا أن نكلمه. قال: وجعلتْ زينبُ تُلمِعُ علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماهُ. قال: ثم قال: "إن الصدقة لا تنبغي لآل محمدٍ. إنما هي أوساخ الناس. ادعوا لي محمية" (وكان على الخُمُس) "ونوفلَ ابن الحاث بن عبد المطلب" قال: فجاءاه. فقال لمحمية: "أنكحْ هذا الغلام ابنتك" (للفضل بن عباسٍ) فأنكحهُ. وقال لنوفل بن الحارث: "أنكح هذا الغلام ابنتك" (لي) فأنكحني. وقال لمحمية: "أصدق عنهما من الخُمُسِ كذا وكذا" قال الزهري: ولم يسمه لي.

وكل ذلك دعانا إلى أن نعقد (وصلا) عن بعض من يدخل في آل بيته في الدائرة الأوسع. وعلى هذا فسنعقد في هذا الفصل عدة وصول:

وصلا عن أزواجه، ووصلاً عن أبنائه وبناته وأحفاده ومنهم الحسن والحسين، ووصالً عن بعض أقاربه ممن يدخلون في دائرة آل البيت بالمعنى الخاص.

وقد كان من حق الحسن أن نذكره أثناء الكلام عن الخلفاء الراشدين لكنا قدمناه ههنا، وكان من حق علي رضي الله عنه أن نضعه ههنا فذكرناه مع الخلفاء الراشدين وتقديم الكلام ههنا عمن سنذكرهم اضطرنا إليه سياق الكتاب. وهذا عذرنا لمن ينتقدنا لِمَ لَمْ نقدم الكلام عن أبي بكر وعمر وهما أفضل الأمة بعد رسولها عليه الصلاة والسلام، ونحب أن ننبه أن من نذكرهم هنا اجتمع لهم فضلان: فضل الصحبة إذا توافرت شروطها (١)، وفضل


= تُلْمع: تشير.
أوساخ الناس: تنبيه على العلة في تحريمها ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم.
محمية: هو ابن جزء بن عبد يغوث الزبيدي حليف بني سهم من قريش كان قديم الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأخماس.
وكان على الخمس: يتولى أمر خمس الغنيمة الذي من مصارفه ذوو القربى.
أصدق المرأة: سمى لها صداقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>