للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الربيع جارية تلعب في جانب البيت بالتراب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف ترين هذه؟ " فنظرنا إليها فقلنا: يا رسول الله، ما رأينا أحسن من هذه قط، ولا أعجب، فقال: "اردُدْنَها إليّ" فلما أخذها قال: "والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إليَّ" قالت عائشة: فأظلمت علي الأرض يني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن، ولا أراهن إلا أصابهن مثلُ الذي أصابني، ووجمنا جميعاً سكوت، فأقبل هبا حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص فسُرِّيَ عنا.

دل هذا الحديث على أن أحفاده من غير فاطمة من أهل بيته، فمن باب أولى أبناؤه وبناته، ولذلك سنعقد (وصلاً) ههنا عن أبنائه وبناته وأحفاده، وقد مر معنا حديث مسلم الذي ذكر فيه زيد بن أرقم وجهة نظره التي تذكر آل عقيل وآل جعفر وآل عباس، لكن هناك نصوصاً تدخل غيرهم معهم في حرمة الصدقة.

١١١٥ - * روى مسلم عن المطلب بن ربيعة بن الحاث أنه قال: اجتمع ربيعةُ بن الحارث والعباس بن عبد المطلب. فقالا: والله! لو بعثنا هذين الغُلامين (قالا لي وللفضل بن عباس) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلماهُ، فأمرهما على هذه الصدقات، فأديا ما يؤدي الناسُ، وأصابا مما يُصيبُ الناسُ! قال: فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب. فوقف عليهما. فذكرا له ذلك. فقال علي بن أبي طالب: لا تفعلا. فوالله! ما هو بفاعلٍ. فانتحاه ربيعةُ بن الحارث فقال: والله! ما تصنعُ هذا إلا نفاسةٌ منك علينا. فوالله! لقد نلتَ صِهرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناهُ عليك. قال عليٍّ: أرسلوهما. فانطلقا. واضطجع عليٍّ. قال: فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سبقناهُ إلى الحُجرةِ فقمنا عندها. حتى جاء فأخذ بآذاننا. ثم قال: "أخرجا ما تُصرِّرانِ" ثم


١١١٥ - مسلم (٢/ ٧٥٢ ط) ١٢ - كتاب الزكاة -٥١ - باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة.
وأبو داود (٣/ ١٤٧) كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى.
والنسائي (٥/ ١٠٥) كتاب الزكاة، باب استعمال آل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة.
فانتحاه: عرض له.
النفاسة: البخل والمعنى: أي إلا بخلا منك علينا.
تُصرران: ما تخبئانه في صدوركما من الكلام. =

<<  <  ج: ص:  >  >>