للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن عليٍّ رضي الله عنه أنه ذكر عائشة، فقال: خليلةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)، وهذا يقوله أمير المؤمنين في حق عائشة مع ما وقع بينهما، فرضي الله عنهما، ولا ريب أن عائشة ندمت كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ، فعن عمارة بن عمير، عمن سمع عائشة إذا قرأت {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (٢) بكت حتى تبل خمارها.

قال أبو إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن الشعبي أن عائشة قالت: رويت للبيدٍ نحواً من ألف بيت، وكان الشعبي يذكرها، فيتعجب من فقهها وعلمها، ثم يقول: ما ظنكم بأدب النبوة.

قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة.

قال حفص بن غياث: حدثنا إسماعيل، عن أبي إسحاق، قال: قال مسروق: لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أم المؤمنين، يعني عائشة. ويريد بقوله: بعض الأمر: خروجها إلى حرب الجمل.

وعن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: قدم رجل فسأله أبي: كيف كان وجدُ الناس على عائشة؟ فقال: كان فيهم وكان، قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه.

عن صالح بن كيسان وغيره: أن عائشة جعلت تقولُ: إن عثمان قُتِلَ مظلوماً، وأنا أدعوكم إلى الطلب بدمه، وإعادة الأمر شُورى.

وقد سقتُ وقعة الجمل مُلخصة في مناقب عليٍّ، وإن علياً وقف على خباء عائشة يلُومُها على مسيرها. فقالت: يا ابن أبي طالب، ملكت فأسجح (٣). فجهزها إلى المدينة، وأعطاها اثني عشر ألفاً. فرضي الله عنه وعنها.


(١) قال الذهبي: هذا حديث حسن ومصعب صالح لا بأس به.
(٢) الأحزاب: ٣٣.
(٣) ملكت فأسجح: أي قدرت فسهل وأحسن العفو.

<<  <  ج: ص:  >  >>