عن عروة بن الزبير: أن معاوية بعث مرة إلى عائشة بمئة ألفِ درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها. فقالت لها مولاتُها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قلتِ لي.
عن عطاء: أن معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمئة ألف، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
عن عائشة: أنها تصدقت بسبعين ألفاً؛ وإنها لترفع جانب درعها رضي الله عنها.
قال محمد بنُ عامر: حدثا ابن جُريج، عن نافع، قال: شهدتُ أبا هريرة صلى على عائشة بالبقيع، وكان خليفة مروان على المدينة، وقد اعتمر تلك الأيام.
قال عروة بن الزبير: دفنت عائشة ليلاً، قال هشام بن عروة، وأحمد بن حنبل، وشبابٌ، وغيرهم: تُوفيت سنة سبع وخمسين. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى، والواقدي، وغيرهما: سنة ثمان وخمسين.
عن قيس، قال: إن عائشة كانت تُحدثُ نفسها أن تُدفن في بيتها، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثاً، ادفنوني مع أزواجه. فدُفِنتْ بالبقيع رضي الله عنها. قال الذهبي: تعني بالحدث: مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك: على أنها ما فعلت ذلك إلا مُتأولة قاصدة للخير، كما اجتهد طلحةُ بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وجماعة من الكبار، رضي الله عن الجميع.
ومدةُ عمرها، ثلاث وستون سنة وأشهر.
ومسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث. اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثاً، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين.
وعائشة ممن وُلِدَ في الإسلام، وهي أصغرُ من فاطمة بثماني سنين.
وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
وذكرت أنها لحقت بمكة سائس الفيل شيخاً أعمى يستعطي أهـ الذهبي بتصرف.
وقد ذكر الذهبي حوالي (١٨٥) اسماً ممن رووا عنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضي الله