للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك من ترك العدل بينهن، وقد قال الشافعي في القديم: لو كان المسافر يقسم لمن خلف لما كان للقرعة معنى بل معناها أن تصير هذه الأيام لمن خرج سهمها خالصة انتهى، ولا يخفى أن محل الإطلاق في ترك القضاء في السفر ما دام اسم السفر موجوداً، فلو سافر إلى بلدة فأقام بها زماناً طويلاً ثم سافر راجعاً فعليه قضاء مدة الإقامة، وفي مدة الرجوع خلاف عند الشافعية، والمعنى في سقوط القضاء أن التي سافرت وفازت بالصحبة لحقها من تعب السفر ومشقته ما يقابل ذلك والمقيمة عكسها في الأمرين معاً أهـ من الفتح.

وفي الحديث جواز الحيلة التي لا تفوّت مقصد الشريعة.

١١٤٨ - * روى أحمد وأبو يعلي والطبراني عن عائشة قالت: أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جزعٍ مُلَمَّعةً بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيتٍ كلهن، وأمامة بنت أبي العاص ابن الربيع جاريةٌ تلعبُ في جانب البيت بالتراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف تريْنَ هذه؟ " فنظرنا إليها، فقلنا: يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه قط ولا أعجب فقال: "اردُدْنَها إليَّ" فلما أخذها قال: "والله لأضعنها في رقبة أحَبَّ أهل البيت إليَّ" قالت عائشة: فأظلمتْ عليَّ الأرضُ بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن ولا أراهنَّ إلا أصابهن مثلُ الذي أصابني ووجمنا جميعاً سُكُوتاً، فأقبل بها حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص فسُرِّي عنَّا.

١١٤٩ - * روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجَ مِنْ عندها ليلاً، قالت: فغِرْتُ عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "مالك يا عائشة، أغرْتِ؟ " فقلتُ: وما لي لا يغارُ مثلي على مثلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقد جاءك شيطانُك؟ " قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: "نعم" قلتُ: (١) ومع


١١٤٨ - أحمد في مسنده (٦/ ١٠١، ٢٦١).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٥٤): رواه الطبراني واللفظ له وأحمد باختصار وأبو يعلي، وإسناد أحمد وأبي يعلي حسن.
١١٤٩ - مسلم (٤/ ٢١٦٨) ٥٠ - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم-١٦ - باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قريناً.
قد جاءك شيطانك: أي فأوقع عليك أني قد ذهبت إلى بعض أزواجي فأنت لذلك متحيرة مفتشة عني.

<<  <  ج: ص:  >  >>