للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"المختارة" من مسند الهيثم بن كليب، ثم من طريق جرير بن حازم، عن أيوب عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة: "لا تخبري أحداً أن أم إبراهيم علي حرام" قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (١) وأخرج الطبراني في عشرة النساء، وابن مردويه من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية ببيت حفصة، فجاءت، فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله في بيتي تفعل هذا معي دون نسائك: فذكر نحوه، وللطبراني من طريق الضحاك، عن ابن عباس قال: دخلت حفصة بيتها، فوجدته يطأ بمارية، فعاتبته فذكر نحوه. قال الحافظ: وهذه طرق يقوي بعضها بعضاً، فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معاً. وقد روى النسائي من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس هذه القصة مختصرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به حفصة وعائشة حتى حرمها، فأنزل الله {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} (٢) الآية. أهـ.

وحادثة التخيير علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام، فأن يطلب منه أزواجه عليه الصلاة والسلام التوسعة الدنيوية وهو قادر عليها، ويأبى عليه الصلاة والسلام إلا أن يعيش هو وأهله حياة التقشف والشظف، ويتأصلهن على ذلك بأمر الله:

{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} (٣)

١١٧٩ - * روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إن أبا بكر جاء يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد الناس ببابه جُلوساً، لم يؤذنْ لهم فأُذِنَ له فدخل، ثم أقبل عمرُ، فاستأذن فأُذن له، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً حوله نساؤه، (قبل الأمر


(١) التحريم: ٢.
(٢) التحريم: ١.
(٣) الأحزاب: ٢٨، ٢٩.
١١٧٩ - مسلم (٢/ ١١٠٤) ١٨ - كتاب الطلاق- ٤ - باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقاً إلا بالنية. =

<<  <  ج: ص:  >  >>