للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢١١ - * روى أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: وقعتْ جويرية بنتُ الحارث بن المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس - أو ابن عم له - فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة مُلاحةً، تأخذها العينُ قالت عائشة رضي الله عنها: فجاءتْ تسألُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابتها، فلما قامتْ على الباب فرأيتُها كرهتُ مكانها، وعرفْتُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها مثل الذي رأيتُ، فقالتْ: يا رسول الله، أنا جُويرية بنُ الحارث، وإنه كان من أمري ما لا يخفى عليك، وإني وقعتُ في سهم ثابت بن قيس بن شماس، وإني كاتبتُ على نفسي، فجئتُك أسألك في كتابتي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فهل لك إلى ما هو خيرٌ منه؟ " قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك" قالت: قد فعلتُ، فتسامع تعني الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية فأرسلوا ما في أيديهم من السبي فأعتقوهم وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأينا امرأةً كانت أعظم بركة على قومها منها، أُعتق في سبيها مائة أهل بيتٍ من بني المصطلق.

قال صاحب عون المعبود: قال الشامي: نظرها صلى الله عليه وسلم حتى عرف حسنها لأنها كانت أمة ولو كانت حرة ما ملأ عينه منها لأنه لا يكره النظر إلى الإماء أو لأن مراده نكاحها (قالت) نعم يا رسول الله (قد فعلت) زاد الواقدي فأرسل إلى ثابت بن قيس فطلبها منه فقال ثابت: هي لك يا رسول الله بأبي وأمي فأدى صلى الله عليه وسلم ما كان عليها من كنايتها وأعتقها وتزوجها. (مائة أهل بيت) بالإضافة أي مائة طائفة كل واحدة منهن أهل بيت، ولم تقل مائة هم أهل بيت لإيهام أنهم مائة نفس كلهم أهل بيت وليس مراداً وقد روى أنهم كانوا أكثر من سبعمائة قاله الزرقاني وفي أسد الغابة ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حجبها وقسم لها وكان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية (١). رواه شُعبة ومِسْعَر وابن


١٢١١ - أحمد في مسنده (٦/ ٢٧٧).
وأبو داود (٤/ ٢٢) كتاب العتق، باب - في بيع المكاتب إذا نسخت الكتابة.
ملاحة: الملاحة: بمعنى المليحة، وهذا البناء للمبالغة في الملاحة.
كتابتها: المكاتبة: أن يشتري العبد نفسه منمولاه ليؤدي ثمنه إليه من كسبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>