للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ما أعلم أنه أرجا أحداً من نسائه"أخرجه ابن أبي حاتم، وعن قتادة أطلق له أن يقسم كيف شاء فلم يقسم إلا بالسوية. قوله (يستأذن المرأة في اليوم) أي الذي يكون فيه نوبتها إذا أراد أن يتوجه إلى الأخرى. تكميل: اختلف في المنفي في قوله تعالى في الآية التي تلي هذه الآية وهي قوله {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} هل المراد بعد الأوصاف المذكورة فكان يحل له صنف دون صنف؟ أو بعد النساء الموجودات عند التخيير؟ على قولين، وإلى الأول ذهب أُبي بن كعب ومن وافقه أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند، وإلى الثاني ذهب ابن عباس ومن وافقه وأن ذلك وقع مجازاة لهن على اختيارهن إياه، نعم الواقع أنه صلى الله عليه وسلم لم يتجدد له تزوج امرأة بعد القصة المذكورة، لكن ذلك لا يرفع الخلاف. وقد روى الترمذي والنسائي عن عائشة "ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء" وأخرج ابن أبي حاتم عن أم سلمة رضي الله عنها مثله. أهـ.

١٢٤٣ - * روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئت أهب نفسي لك، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسهُ، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلستْ، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: "فهل عندك من شيءٍ؟ " فقال: لا والله يا رسول الله، فقال: "اذهب إلى أهلك فانظُر: هل تجد شيئاً؟ " فذهب، ثم رجع، فقال: لا والله، ما وجدت شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر ولو خاتماً من حديد" فذهب، ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله، ولا خاتماً من حديدٍ، ولكن هذا إزاري- قال سهل: ماله رداء - فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (١): "ما تصنعُ بإزارك؟ إن لبستهُ لم يكن عليها منهُ شيءٌ، وإن لبسَتْهُ لم يكن عليك منه شيءٌ" فجلس


١٢٤٣ - البخاري (٨/ ٥٢٤) ٦٥ - كتاب التفسير-٧ - باب "ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء .. ".
ومسلم (٢/ ١٠٤٠) ١٦ - كتاب النكاح -١٣ - باب الصداق و ..... ".
فصعد النظر: تصعيد النظر: أن تنظر إلى أعلى الشيء، وتصويبه: أن تنظر إلى أسفله.
ولو خاتم: هكذا هو في النسخ: خاتم من حديد. وفي بعض النسخ خاتماً. وهذا واضح. والأول صحيح أيضاً. أي ولو حضر خاتم من حديد =

<<  <  ج: ص:  >  >>