للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسلُ إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا. قال: فيسقون (١).

قال الحافظ في "الفتح" وقد بيَّنَ الزبيرُ بن بكار في "الأنسابط صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة، والوقت الذي وقع فيه ذلك، فأخرج بإسناد له ان العباس لما استسقى به عمر، قال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، قد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث، فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس. وكان ذلك عام الرمادةِ سنة ثمان عشرة.

عن ابن عباس، أن رجلاً من الأنصار وقع في أبٍ للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومُه، فقالوا: والله لنلطمنَّه كما لطمه، فلبسوا السلاح. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عيه وسلم؛ فصعد المنبر، فقال: "أيُّها الناسُ، أيُّ أهلِ الأرض أكرمُ على الله؟ " قالوا: أنت. قال: "فإن العباس، مني وأنا منه، لا تسبُّوا أمواتنا فتؤذُوا أحياءنا" فجاء القوم فقالوا: نعوذ بالله من غضبك يا رسول الله (٢).

عن حُميد بن هلال قال: بعث العلاء بنُ الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال ثمانين ألفاً من البحرين، فنُثِرتْ على حصير، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فوقف، وجاء الناسُ؛ فما كان يومئذ عدُّ ولا وزن، ما كان إلا قبضاً. فجاء العباسُ بخميصةٍ عليه، فأخذ، فذهب يقوم، فلم يستطع، فرفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ارفع عليَّ. فتبسم رسول الله حتى خرج ضاحكطُه - أو نابه - فقال: أعد في المال طائفة، وقم بما تُطيق. ففعل. قال: فجعل العباسُ يقول- وهو منطلق - أما إحدى اللتين وعدنا الله، فقد أنجزها - يعني قوله:


= النقيع: بالنون والقاف، وهو على عشرين فرسخاً من المدينة وقدره ميل في ثمانية أميال هاشمية، حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم لخيل المسلمين ترعى فيه والفرسخ ثلاثة أميال، أو اثني عشر ألف ذراع، أو عشر آلاف ذراعٍ.
(١) البخاري (٢/ ٤١٤) ١٥ - كتاب الاستسقاء - ٣ - باب سؤال الناس الإمام إذا قحطوا.
(٢) أحمد في مسنده (١/ ٣٠٠) وسنده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>