للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أراني إلا قد سقطت من فسه، فاضطجعت على فراشي، حتى عادني نسوة أهلي وما بي وجع، فبينا أنا على ذلك، قيل لي: أجِبْ أمير المؤمنين. خرجتُ، فإذا هو قائم على الباب ينتظرني، فأخذ بيدي، ثم خلا بي، فقال، ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفاً؟ قلتُ: يا أمير المؤمنين، إنْ كنتُ أسأتُ، فإني أستغفر الله، وأتوب إليه، وأنزل حيث أحببت. قال: لتخبرني. قلتُ: متى ما يُسارعوا هذه المسارعة يحتقوا (١)، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما اختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفون يقتتلوا. قال: لله أبوك لقد كنتُ أكتُمها الناس حتى جئت بها".

أقول: ينبغي أن يكون مع التلاوة والحفظ لكتاب الله تعالى التأدب والتخلق على أيدي العلماء والمربين حتى لا يورث العلمُ الغرور إن خلا من الأدب والخلق، كما ينبغي أن يرافق الحفظ الفهم والالتزامُ والعمل والأخذُ بفهم الراسخين في العلم وبذلك ينتفي ما تخوف منه ابن عباس.

١٤٣٢ - * روى الحاكم عن عبد الله بن عباس قال: يا ابن شداد ألا تعجب، جاءني الغلامُ وقد أخذت مضجعي للقيلولة، فقال هذا رجل بالباب يستأذن قال: فقلت: ما جاء به هذه الساعة إلا حاجة، ائذن له. قال فدخل فقال: ألا تخبرني عن ذاك الرجل؟ قلت: أي رجل. قال: علي بن أبي طالب. قلتُ عن أي شأنه؟ قال: متى يُبعث؟ قلت: سبحان الله يبعثُ إذا بُعث من في القبور. قال: فقال: ألا أراك تقول كما يقول هؤلاء الحمقاء؟ فقلت: أخرجوا عني هذا، فلا يدخلن علي هذا أو لأضربنه.

١٤٣٣ - * روى الحاكم عن أبي الطفيل قال: إنه رأى معاوية رضي الله عنه يطوف بالكعبة وعن يساره عبد الله بن عباس وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمع كلامهما، فطفق معاويةُ يستلم ركني الحِجْر (٢) فيقولُ له ابن عباسٍ: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم


(١) يحتقوا: أي: يختصموا، ويقول كل واحد منهم: الحق في يدي.
١٤٣٣ - المستدرك (٣/ ٥٤٠) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.
١٤٣٣ - المستدرك (٣/ ٥٤٣) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي.
(٢) ركني الحجر: الركن الشامي والركن العراقي للكعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>