للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"اللهم اخلفْ جعفراً في أهله، وبارك لعبد الله في صفقته" قال: فجاءت أُمُّنا، فذكرت يُتمنا. فقال: "العيلة تخافين عليهم وأنا وليُّهُم في الدنيا والآخرة" (١).

عن أبان بن تغلب، قال: ذُكر لنا أن عبد الله بن جعفر قدم على معاوية، وكانت له منه وفادة في كل سنة، يُعطيه ألف ألف درهم، ويقضي له مئة حاجة.

قيل: إن أعرابياً قصد مروان، فقال: ما عندنا شيء، فعليك بعبد الله بن جعفر، فأتى الأعرابي عبد الله، فأنشأ يقول:

أبو جعفر من أهل بيت نبوة ... صلاتهم للمسلمين طهورُ

أبا جعفر ضن الأميرُ بماله ... وأنت على ما في يديك أميرُ

أبا جعفر يا بن الشهيد الذي له ... جناحان في أعلى الجنان يطيرُ

أبا جعفرٍ ما مثلُك اليوم أرتجي ... فلا تتركني بالفلاةِ أدورُ

فقال: يا أعرابي سار الثقل (٢) فعليك بالراحلة بما عليها، وإياك أن تُخدع عن السيف، فإني أخذته بألف دينار.

ويروى أن شاعراً جاء إلى عبد الله بن جعفر، فأنشده:

رأيت أبا جعفر في المنام ... كساني من الخز دراعه

شكوت إلى صاحبي أمرها ... فقال ستُوتي بها الساعة

سيكسوكها الماجد الجعفريُّ ... ومن كفُّهُ الدهر نفاعه

ومن قال للجود لا تعدني ... فقال له السمعُ والطاعه

فقال عبد الله لغلامه: أعطه جُبتي الخزِّ. ثم قال له: ويحك كيف لا ترجُبِّني الوشي؟ اشتريتُها بثلاث مئة دينار منسوجةً بالذهب. فقال: أنامُ، فلعلي أراها. فضحك عبد الله، وقال: ادفعوها إليه.


(١) أحمد في مسنده (١/ ٣٠٤) وسنده قوي.
(٢) سار الثقل: اعتذر بغياب ماله.

<<  <  ج: ص:  >  >>