للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو عبيدة: كان على قريش وأسد وكنانة يوم صفين عبد الله بن جعفر.

حماد بن زيد: أخبرنا هشام، عن محمد، قال: مر عثمان بسبخة فقال: لمن هذه؟ فقيل: اشتراها عبد الله بن جعفر بستين ألفاً، فقال: ما يسرُّني أنها لي بنعل. فجزأها عبد الله ثمانية أجزاء؛ وألقى فيها العمال. ثم قال عثمان لعلي: ألا تأخذُ على يدي ابن أخيك، وتحجُر عليه؟ اشترى سبخة (١) بستين ألفاً. قال: فأقبلت. فركب عثمان يوماً، فرآها، فبعث إليه، فقال: ولني جُزءين منها. قال: أما والله دون أن تُرسل إلى من سفهتني عندهم، فيطلبون إليَّ ذلك، فلا أفعلُ. ثم أرسل إليه أني قد فعلتُ. قال: والله لا أنقصك جزءين من مئة ألفٍ وعشرين ألفاً. قال: قد أخذتُها.

وعن العُمَري؛ أن ابن جعفر أسلف الزبير ألف ألف، فلما تُوفي الزبيرُ، قال ابن الزبير لابن جعفر: إني وجدتُ في كتب الزبير أن له عليك ألف ألف. قال هو صادق. ثم لقيه بعدُ، فقال: يا أبا جعفر، وهمتُ؛ المال لك عليه. قال: فهو له. قال: لا أريد ذلك.

قال محقق السير: وتمامه عند ابن عساكر: قال: فاختر، إن شئت، فهو له، وإن كرهت ذلك، فلك فيه نظرة ما شئت، فإن لم ترد ذلك، فبعني من ماله ما شئت، فقال: أبيعك، ولكن أقوم، فقوم الأموال، ثم أتاه، فقال: أحب أن لا يحضرني وإياك أحد، فقال عبد الله يحضرنا الحسن والحسين، فيشهدان لك، فقال: ما أحب أن يحضرنا أحد، قال: انطلق، فمضى معه، فأعطاه خراباً وسباخاً لا عمارة له وقوَّمه عليه، حتى إذا فرغ، قال عبد الله لغلامه: ألقِ لي في هذا الموضع مصلى، فلقى له في أغلظ موضع من تلك المواضع مصلى، فصلى ركعتين، وسجد فأطال السجود يدعو، فلما قضى ما أراد من الدعاء، قال لغلامه: احفر في موضع سجودي، فحفر، فإذا عين قد أنبطها، فقال له ابن الزبير: أقلني، فقال: أما دعائي وإجابة الله إياي، فلا أقيُلك، فصار ما أخذ منه أعمر مما في أيدي ابن الزبير.

عن الأصمعي: أن امرأة أتتْ بدجاجةٍ مسموطة (٢)، فقالت لابن جعفر: بأبي أنت!


(١) السبخة: أرض ذات نز وملح.
(٢) دجاجة مسموطة: ذبحت ونتف ريشها.

<<  <  ج: ص:  >  >>