للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد اعتبر أهل العلم عمر بن عبد العزيز خليفة راشداً يقتدى به وليس من الصحابة بل هو تابعي، ولذلك فلن نذكره ههنا، وسيأتي كلام عنه في كتاب (الوجيز في التاريخ الإسلامي) إن شاء الله تعالى وهناك أمراء وسلاطين وخلفاء قاربوا أن يكونوا خلفاء راشدين، والسنة الصحيحة تشير إلى أن الخلافة الراشدة ستعود مرة أخرى، وسأل الله أن يجعلنا ممن يحيونها ويمهدون لذلك.

* * *

ولقد قام بعض الصحابة بأكثر منمحاولة لإعادة الخلافة الراشدة، منها محاولة الحسين رضي الله عنه، ومنها محاولة عبد الله بن الزبير، ومنها محاولة عبد الله بن حنظلة وقد انتهت المحاولات كلها بمآس كبيرة ضخمة، فقد استشهد الحسين واستشهد ابن الزبير واستشهد ابن حنظلة وانتهكت حرمتا مكة والمدينة.

والمحققون من العلماء يعتبرون عبد الله بن الزبير هو الخليفة الشرعي في مرحلة من حياته، ولذلك فسنتحدث ههنا عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الله بن الزبير، أما الحسن والحسين فقد مر حديث عنهما في فصل سابق.

* * *

ومن كلام علماء أهل السنة والجماعة في الصحابة:

وخيرهم من ولي الخلافة ... وأمرهم في الفضل كالخلافة

أي وخير الصحابة من ولي الخلافة منهم، والمقصود بذلك الخلفاء الراشدون الأربعة لأن تتمة العشرة أفضل من غيرهم من الصحابة، وترتيب الفضل بين الأربعة كترتيبهم في خلافتهم.

قال الشيخ الباجوري رحمه الله في شرحه لهذا البيت: والنفر هم الخلفاء الأربعة، فلقد تولاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام، وتولاها عمر رضي الله عنه عشرة سنين وستة أشهر وثمانية أيام، وتولاها عثمان رضي الله عنه إحدى عشرة سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>