درهماً. وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه أسلم أبو بكر وله أربعون ألفاً فأنفقها في سبيل الله وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله أعتق بلالاً وعامر بن فُهيرة وزنيرة والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عُبيس.
ومناقب أبي بكر رضي الله عنه كثيرة جداً، وقد أفرده جماعة بالتصنيف وترجمته في تاريخ ابن عساكر قدر مجلد، ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}(١) فإن المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع.
وثبت في الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بكر وهما في الغار "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة ولم يشركه في هذه المنقبة غيره، وعند أحمد من طريق شهر بن حوشب عن أبي تميم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بكر وعمر:"لو اجتمعما في مشورة ما خالفتكما" وأخرج الطبراني من طريق الوضين بن عطاء عن قتادة بن نسي عن عبد الرحمن بن تميم عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أراد أن يرسل معاذاً إلى اليمن استشار فقال: كل برأيه فقال: إن الله يكره فوق سمائه أن يُخطأ أبو بكر، وعند أبي يعلي من طريق أبي صالح الحيي عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر ولأبي بكر: مع أحدكما جبرائيل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال، وفي الصحيح عن عمرو بن العاص قتلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال:"عائشة" قلت من الرجال؟ قال:"أبوها" قلت: ثم من؟ فذكر رجالاً، وأخرج الترمذي والبغوي والبزار جميعاً عن أبي سعيد الأشج عن عقبة بن خالد عن شعبة الجريري عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو بكر في السقيفة ألست أول من أسلم؟ ألست أحق بهذا الأمر؟ ألست كذا ألست كذا؟ رجاله ثقات.
وأخرج البغوي بسند جيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن عبد الله بن جعفر