للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قومك؟ عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم". فأتيت أنيسا فقال: ما صنعت؟ قلت: صنعت أني قد أسلمت وصدقت قال: ما بي رغبة عن دينك، فأني قد أسلمت وصدقت .. فأتينا أمنا، فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فأني قد أسلمت وصدقت. فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا، فأسلم نصفهم، وكان يؤمهم إيماء بن رحضة الغفاري وكان سيدهم.

وقال نصفهم: إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا. فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فأسلم نصفهم الباقي. وجاءت أسلم، فقالوا: يا رسول الله، إخوتنا، نسلم على الذي أسلموا. عليه. فأسلموا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غفار غفر الله لها. وأسلم سالمها الله".

١٨٩٤ - * روى مسلم عن ابن عباس قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني. فانطلق الآخر حتى قدم مكة وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر. فقال: ما شفيتني فيما أردت. فتزود وحمل شنة له، فيها ماء، حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه. وكره أن يسأل عنه. حتى أدركه- يعني الليل- فاضطجع فرآه علي فعرف أنه غريب. فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء. حتى أصبح. ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد. فظل ذلك اليوم، ولا يرى


= ما بي رغبة عن دينكا: أي لا أكرهه، بل أدخل فيه.
فاحتملنا: يعني حملنا أنفسنا ومتاعنا على إبلنا، وسرنا.
إياه: الهمزة في أوله مكسورة، على المشهور- وحكى القاضي فتحها أيضاً، وأشار إلى ترجيحه، وليس براجح.
١٨٩٤ - مسلم (٤/ ١٩٢٣) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة- ٢٨ - باب فضائل أبي ذر.
ما شفيتني فيما: كذا في جميع نسخ مسلم: فيما. بالفاء وفي رواية البخاري: مما، بالميم، وهو أجود. أي ما بلغتني غرضي، وأزلت عني هَم كشف الأمر.
شنة: هي القربة البالية.
قريبته: على التصغير: وفي بعض النسخ: قربته، بالتكبير، وهي الشنة المذكورة قبله.=

<<  <  ج: ص:  >  >>