للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي صلى الله عليه وسلم. حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه. فمر به علي. فقال: ما أنى للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه. فذهب به معه. ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء. حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك. فأقامه علي معه، ثم قال له: ألا تحدثني؟ ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني، فعلت. ففعل. فأخبره. فقال فإنه حق، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك، قمت كأني أريق الماء. فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي. ففعل. فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع من قوله. وأسلم مكانه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري". فقال: والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم. فخرج حتى أتى المسجد. فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. وثار القوم فضربوه حتى أضجعوه. فأتى العباس فأكب عليه. فقال: ويلكم! ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام عليهم. فأنقذه منهم. ثم عاد من الغد بمثلها. وثاروا إليه فضربوه. فأكب عليه العباس فأنقذه.

١٨٩٥ - * روى الطبراني عن أبي ذرٌ قال: لقد رأيتني ربع الإسلام، لم يسلم قبلي إلا النٌبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال.

١٨٩٦ - * روى أحمد والبزار عن إبراهيم بن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت بالرٌبذَة، فبكت امرأته فقال: ما يبكيك؟ قالت: أبكي، إنه لا يد لي بنفسك وليس عندي ثوب.


(١) = ما أني: وفي بعض النسخ: أن. وهما لغتان. أي ما حان. وفي بعض النسخ: أما بزيادة ألف الاستفهام، وهي مراده في الرواية الأولى، ولكن حذفت، وهو جائز.
يقفوه: أي يتبعه.
لأصرخن بها: أي لأرفعنٌ صوتي بها.
بين ظهرانيهم: أي بينهم. وهو بفتح النون. ويقال: بين ظهريهم.
١٨٩٥ - المعجم الكبير (٢/ ١٤٨) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣٢٧): رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما متصل الإسناد ورجاله ثقات.
١٨٩٦ - أحمد في مسنده (٥/ ١٦٦)، و (٥/ ١٥٥). البزار: كشف الأستار (٣/ ٢٦٤)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٣١): رواه أحمد من طريقين ورجال الأولى رجال الصحيح ورواه الزار بنحوه باختصار.=

<<  <  ج: ص:  >  >>