قال همام بن يحيى: حدثني من صحب أنس بن مالك قال: لما أحرم أنس، لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقائه على إحرامه.
ابن عون: عن موسى بن أنس؛ أن أبا بكر الصديق بعث إلى أنس ليوجهه على البحرين ساعياً، فدخل عليه عمر، فقال: إني أردت أن أبعث هذا على البحرين وهو فتي شاب. قال: ابعثه فإنه لبيب كاتب. فبعثه فلما قبض أبو بكر قدم أنس على عمر، فقال: هات ما جئت به. قال: يا أمير المؤمنين، البيعة أولاً، فبسط يده.
عن أنس، قال: استعملني أبو بكر على الصدقة، فقدمت، وقد مات، فقال عمر: يا أنس أجئنا بظهر؟ قلت: نعم. قال: جئنا به، والمال لك. قلت: هو أكثر من ذلك. قال: وإن كان، فهو لك. وكان أربعة آلاف.
روى ثابت، عن أنس، قال: صحبت جرير بن عبد الله، فكان يخدمني، وقال: إني رأيت الأنصار يصنعون برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، لا أرى أحداً منهم إلا خدمته.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأنس:"يا ذا الأذنين".
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصه ببعض العلم. فنقل أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه طاف على تسع نسوة في ضحوة بغسل واحد.
قال خليفة بن خياط: كتب ابن الزبير بعد موت يزيد إلى أنس بن مالك، فصلى بالناس بالبصرة أربعين يوماً. وقد شهد أنس فتح تستر فقدم على عمر بصاحبها الهرمزان فأسلم، وحسن إسلامه رحمه الله.
قال الأعمش: كتب أنس إلى عبد الملك بن مروان -يعني لما آذاه الحجاج -: إني خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين، والله لو أن النصارى أدركوا رجلاً خدم نبيهم، لأكرموه.