للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك"؟ قلت: أسألك أن تعلمني مما علمك الله. فنزع نمرة كانت على ظهري، فبسطها بيني وبينه، حتى كأني أنظر إلى النمل يدب عليها، فحدثني، حتى إذا استوعبت حديثه، قال: "اجمعها فصرها إليك". فأصبحت لا أسقط حرفاً مما حدثني (١) ا. هـ.

٢٠٧٤ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: يقولون: إن أبا هريرة قد أكثر. والله الموعد. ويقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه؟ وسأخبركم عن ذلك: إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم. وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق. وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني. فأشهد إذا غابوا. وأحفظ إنا نسوا. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً: "أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا، ثم يجمعه إلى صدره، فإنه لم ينس شيئاً سمعه". فبسطت بردة علي. حتى فرغ من حديثه. ثم جمعتها إلى صدري. فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئاً حدثني به. ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئاً أبداً: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) (٢) إلى آخر الآيتين.

وفي رواية لمسلم (٣) عن أبي هريرة قال: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله الموعد. كنت رجلاً مسكيناً، أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني. وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئاً سمعه مني". فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه. ثم ضمته إلي. فما نسيت شيئاً سمعته منه.


(١) السير (٢/ ٥٩٣). ورجاله ثقات.
النمرة: شملة بها خطوط بيض وسود.
٢٠٧٤ - البخاري (٤/ ٢٨٧) ٣٤ - كتاب البيوع -١ - باب ما جاء في قول الله عز وجل: (فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا).
ومسلم (٤/ ١٩٤٠) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة -٣٥ - باب من فضائل أبي هريرة.
الصفق بالأسواق: المقصود صوت وقع يد البائع على يد المشتري عند عقد التبايع في البيع والتجارة.
(٢) البقرة: ١٥٩، ١٦٠.
(٣) مسلم (٤/ ١٩٣٩) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة -٣٥ - باب من فضائل أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>