افتتحها وأبقاه عثمان قليلاً ثم عزله وولى عبد الله بن أبي سرح وكان أخا عثمان من الرضاعة فآل أمر عثمان بسبب ذلك إلى ما اشتهر ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين علي ومعاوية فلحق بمعاوية فكان معه يدبر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين ثم سار في جيش معاوية إلى مصر فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الذي جزم به ابن يونس وغيره من المتقنين وقيل قبلها بسنة وقيل وبعدها ثم اختلفوا فقيل بست وقيل بثمان وقيل بأكثر من ذلك قال يحيى بن بكير: عاش نحو تسعين سنة. وذكر ابن البرقي عن يحيى بن بكير عن الليث توفي وهو ابن تسعين سنة. اهـ ابن حجر.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: عمرو بن العاص داهية قريش ورجل العالم، ومن يضرب به المثل في الفطنة، والدهاء، والحزم.
هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً في أوائل سنة ثمان، مرافقاً لخالد بن الوليد، وحاجب الكعبة عثمان بن طلحة، ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بقدومهم وإسلامهم، وأمر عمراً على بعض الجيش، وجهزه للغزو. له أحاديث.
قال البخاري: ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل. نزل المدينة ثم سكن مصر، وبها مات.
روى مجالد، عن الشعبي قال: دهاة العرب أربعة: معاوية، وعمرو، والمغيرة، وزياد، فأما معاوية فللأناة والحلم؛ وأما عمرو فللمعضلات؛ والمغيرة للمبادهة؛ وأما زياد فللصغير والكبير.
وكان من رجال قريش رأياً، ودهاء، وحزماً، وكفاءة، وبصراً بالحروب، ومن أشراف ملوك العرب، ومن أعيان المهاجرين، والله يغفر له ويعفو عنه، ولولا حبه للدنيا [للإمرة] ودخوله في أمور، لصلح للخلافة، فإن له سابقة ليست لمعاوية. وقد تأمر على مثل أبي بكر وعمر، لبصره بالأمور ودهائه. اهـ.