للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بدار الغزي.

وآخر من زعم أنه رأى أبا الدرداء، شيخ عاش إلى دولة الرشيد، فقال أبو إبراهيم الترجماني: حدثنا إسحاق أبو الحارث، قال: رأيت أبا الدرداء أقنى أشهل يخضب بالصفوة.

عن خيثمة: قال أبو الدرداء: كنت تاجراً قبل المبعث، فلما جاء الإسلام، جمعت التجارة والعبادة، فلم يجتمعا، فتركت التجارة، ولزمت العبادة (١).

قلت [القائل الذهبي]: الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد، وهذا الذي قاله، هو طريق جماعة من السلف والصوفية، ولا ريب أن أمزجة الناس تختلف في ذلك، فبعضهم يقوى على الجمع، كالصديق، وعبد الرحمن بن عوف، وكما كان ابن المبارك؛ وبعضهم يعجز، ويقتصر على العبادة، وبعضهم يقوى في بدايته، ثم يعجز، وبالعكس؛ وكل سائغ. ولكن لابد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال.

قال سعيد بن عبد العزيز: أسلم أبو الدرداء يوم بدر، ثم شهد أحداً وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أن يرد من على الجيل، فردهم وحده. وكان قد تأخر إسلامه قليلاً.

قال شريح بن عبيد الحمصي: لما هزم أصحاب رسول الله يوم أحد، كان أبو الدرداء يومئذ فيمن فاء إلى رسول الله في الناس، فلما أظلهم المشركون من فوقهم، قال رسول الله: «اللهم، ليس لهم أن يعلونا» فثاب إليه ناس، وانتدبوا (٢)، وفيهم عويمر أبو الدرداء، حتى أدحضوهم (٣) عن مكانهم، وكان أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء. فقال رسول الله: نعم الفارس عويمر».

وقال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] «حكيم أمتي عويمر»! هذا رواه يحيي البابلتي: حدثنا صفوان بن عمرو، عن شريح، عن أنس: مات النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجمع القرآن غير أربعة:


(١) رواه ابن سعد في الطبقات (٧/ ٣٩١)
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٣٦٧) وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
(٢) انتدبوا: أسرعوا.
(٣) أدحضوهم: أزللهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>