للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العجين. فهجاهم. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد شفيت واشتفيت" (١).

محمد بن السائب بن بركة، عن أمه: أنها طافت مع عائشة، ومعها نسوة، فوقعن في حسان، فقالت: لا تسبوه، قد أصابه ما قال الله: {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (٢) وقد عمي، والله إني لأرجو إن يدخله الله الجنة بكلمات قالهن لأبي سفيان بن الحارث:

هجوت محمداً فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

أتهجوه ولست له بكفء ... فشركما لخيركما الفداء

انتهى. من السير للذهبي.

قال الشيخ شعيب: أبو سفيان بن الحارث: هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، كان يألف النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فلما بعث عاداه، وهجاه، ثم أسلم عام الفتح، وشهد حنيناً، وقوله: (فشركما لخيركما الفداء). قال السهيلي: وفي ظاهر اللفظ بشاعة، لأن المعروف أن لا يقال: هو شرهما إلا وفي كليهما شر .. ولكن سيبويه قال في (كتابه): تقول: مررت برجل شر منك: إذا نقص عن أن يكون مثله، وهذا يدفع الشناعة، ونحو منه قوله صلى الله عليه وسلم: "شر صفوف الرجال آخرها" يريد: نقصان حظهم عن حظ الأول.

عن مسروق، قال: كنت عند عائشة، فدخل حسان - بعد ما عمي - فقال:

حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح من لحوم الغوافل

فقالت: لكن أنت لست كذلك. فقلت لها: تأدنين له، وقد قال الله: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (٣) فقالت: وأي عذاب أشد من العمى.


(١) رواه الطبراني في الكبير (٤/ ٣٨) ومسلم بنحوه في (٤/ ١٩٣٥) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٣٤ - باب فضائل حسان بن ثابت.
(٢) آل عمران ١١.
(٣) النور: ١١.
٠

<<  <  ج: ص:  >  >>