الروايات التي نذكرها قبل الهجرتين إلى الحبشة قد يكون زمنها بعد الهجرتين، وبعض الروايات التي نذكرها بعد الهجرتين قد تكون وقعت قبلهما.
ولنعد إلى استعراض الحال قبل نزول الأمر بالجهر بالدعوة، فالدعوة في هذه المرحلة سرية وفردية وقد قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه أو بمن استجاب له كأبي بكر رضي الله عنه.
قال المقريزي:
ثم استجاب له عبادُ الله من كل قبيلةٍ، فكان حائز قصب السبق؛ أبو بكر عبد الله بن أبي قُحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن غالب القرشي التيمي رضي الله عنه فآزره في دين الله وصدقه فيما جاء به، ودعا معه إلى الله على بصيرة، فاستجاب لأبي بكر رضي الله عنه جماعة منهم: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي القرشي الأموي، وطلحة بن عبيد الله بن عثمان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، وسعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، والزبير بن العوام بن خُويلد بن أسد بن عبد العزى بن قُصي الأسدي، وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زُهرة بن كلاب القرشي الزهري، فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استجابوا له بالإسلام وصلوا، فصار المسلمون ثمانية نفر، أول من أسلم وصلى الله تعالى.
وأما عليُّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي فلم يشرك بالله قط، وذلك أن الله تعالى أراد به الخير فجعله كفالة ابن عمه سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، وأخبر خديجة رضي الله عنها وصدقت، كانت هي وعلي بن أبي طالبن وزيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العُزى بن امرئ القيس بن عامر ابن عبد وُد ابن كنانة بن عوف بن عُذرة بن زيد اللات بن رُفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي، حِبُّ رسول الله صلى الله لعيه وسلم يصلون معه، وكان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الكعبة أول النهار فيصلي صلاة الضحى، وكانت صلاة لا تنكرها قريش. وكان إذا صلى في سائر اليوم بعد ذلك قعد عليٌّ أو زيدٌ رضي الله عنهما يرصُدانه.