قال ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، وعبد الله بن حزم: إن حسان لما قال هذه الأبيات:
من النوم بالغشاء الهموم ... وخيال إذا تغور النجوم
من خبيب أصاب قلبك منه ... سقم فهو داخل مكتوم
يا لقومٍ هل يقتل المرء مثلي ... واهن البطش والعظا سؤوم
شأنها العطر والفراش ويعلو ... ها لجين ولؤلو منظوم
لو يدب الحولي من ولد الذ ... ر عليها لأندبتها الكلوم
لم تفقها شمس النهار بشيء ... غير أن الشباب ليس بدوم
زاد بعضهم:
رب حلم أضاعه عدم الما ... ل وجهل غظى عليه النعيم
نادى بأعلى صوته على أطمة فارع: يا بني قيلة، فلما اجتمعوا، قالوا: ما لك ويلك؟ قال: قلت قصيدة لم يقل أحد من العرب مثلها، ثم أنشدها لهم، فقالوا: ألهذا جمعتنا؟ فقال: وهل يصبر به من وحر الصدر. [أي وساوسه].
قال سليمان بن يسار: رأيت حسان لع ناصية قد سدلها بين عينيه.
قال ابن إسحاق: توفي حسان سنة أربعٍ وخمسين. وأما الهيثم بن عدي، والمدائني فقالا: توفي سنة أربعين. قلت: له وفادة على جبلة بن الأبهم، وعلى معاوية.
قال: ابن سعد: توفي زمن معاوية. ا. هـ. الذهبي.
وقال ابن حجر: قال عبيدة فضل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام ... مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة وقبل سنة أربعين وقبل خمسين وقيل أربع وخمسين وهو قول ابن هشام حكاه عنه ابن البرقي وزاد وهو ابن عشرين ومائة سنة أو نحوها وذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينو ولحسان ستون