للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١ - * روى الإمام أحمد بن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي عن أبيه عن جده قال: كنت امرءاً تاجراً فقدمت الحج، فأتيتُ العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرءاً تاجراً، فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجلٌ من خباءٍ قريبٍ منه فنظر إلى الشمس فلما رآها مالت قام يُصلي، قال: ثم خرجت امرأةً من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي، قال: فقلت للعباس من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قال فقلت: من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد، قال قلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه، قال فقلت: فما هذا الذي يصنع؟ قل: يصلي وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إل امرأته وابن عمه، هذا الفتى، وهو يزعم أنه يفتح عليه كنوز كسرى وقيصر. قال: فكان عفيف وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول: - وأسلم بعد ذلك وحسُنَ إسلامه - لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب.

قال صاحب الفتح الرباني:

مالت الشمس: أي إلى جهة المغرب، وجاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهما حين زالت الشمس فهي تفسر ما هنا، ولا يعارضه قول مقاتل كانت الصلاة أول فرهضا ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي لقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} (١) فقد قيل العشي ما بين الزوال إلى الغروب، ومنه قيل للظهر والعصر صلاتا العشي (قال الحافظ) كان صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء يصلي قطعاً وكذلك أصحابه، ولكن اختلف هل افترض قبل الخمس شيء من الصلاة أم لا؟ فقيل إن الفرض كان صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، والحجة فيه قوله تعالى {وَسَبِّحْ} أي: صل حال كونك متلبساً {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ


٦١ - أحمد في مسنده (١/ ٣٠٩) والطبراني (١٨/ ١٠٠).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٠٣)، رواه أحمد وأبو يعلي بنحوه والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد ثقات.
(١) غافر: ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>