للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين. وكان أخوها عبد الرحمن، من البكائين (١).

شهدت أم عمارة ليلة العقبة، وشهدت أُحداً، والحديبية، ويوم حُنين، ويوم اليمامة. وجاهدت، وفعلت الأفاعيل.

روي لها أحاديث. وقُطعت يدُها في الجهاد. خرجت تسقي، ومعها شنٍّ (٢)، وقاتلت، وأبلت بلاءً حسناً. وجُرحت اثني عشر جرحاً.

وكان ضمرةُ بن سعيد المازني يحدثُ عن جدته، وكانت قد شهدت أُحداً، قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لمقامُ نسيبةُ بنتِ كعبٍ اليوم خيرٌ من مقام فلان وفلان".

وكانت تراها يومئذٍ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزةٌ ثوبها على وسطها، حتى جُرحت ثلاثة عشر جُرحاً؛ وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يرضبها على عاتقها. وكان أعظم جراحها، فداوته سنةً. ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى حمراء الأسد (٣). فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم. رضي الله عنها ورحمها.

وعن موسى بن ضمرة بن سعيد، عن أبيه، قال: أُتي عُمر بن الخطاب بُمروط (٤) فيها مِرط جيدٌ؛ فبعث به إلى أم عُمارة.

وعن محمد بن يحيى بن حبان، قال: جُرحت أم عمارة بأُحد اثني عشر جرحاً، وقُطعت يدها يوم اليمامة؛ وجُرحت يوم اليمامة سوى يدها أحد عشر جرحاً. فقدمت المدينة وبها الجراحة، فلقد رئي أبو بكر رضي الله عنه، وهو خليفة، يأتيها يسأل عنها.


(١) البكائين: أي من الذين يكثرون البكاء من خشية الله.
(٢) الشن: القربة الخلق.
(٣) حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت ذا حليفة.
(٤) المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>