للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال النووي: أي: تصيح وترفع صوتها، إنكاراً لإمساكه عن شرب الشراب الذي قدمته و (تذمر) هو بفتح التاء والذال المعجمة والميم، أي: تتذمر، وتتكلم بالغضب، يقال: ذمر يذمر، كقتل يقتل: إذا غضب وإذا تكلم بالغضب، ومعنى الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم رد الشراب عليها، إما لصيام وإما لغيره، فغضبت وتكلمت بالإنكار والغضب، وكانت تدل عليه صلى الله عليه وسلم، لكونها حضنته وربته.

قال الطبراني: أم أيمن أم أسامة بن زيد مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لأخت خديجة فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحها زيد بن حارثة ويقال اسمها بركة. وعن ابن عباس قال: أم أيمن هي أم أسامة بن زيد (١).

٢٢٥٩ - * روى ابن سعد عن حرملة مولى أسامة بن زيد: أنه بينا هو جالس مع ابن عمر، إذ دخل الحجاج بن أيمن، فصلى صلاةً لم يُتم ركوعها ولا سجودها. فدعاه ابنُ عمر، وقال: أتحسب أنك قد صليت؟ إنك لم تصل، فعد لصلاتك فلما ولى! قال ابن عمر: من هذا؟ فقلت: الحجاج بن أيمن بن أم أيمن فقال: لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأحبه.

٢٢٦٠ - * روى مسلم عن أنس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله، فقالت: ما أبكي ألا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء.

وفي رواية (٢) عن أنس: أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم. قيل لها: أتبكين؟ قالت: والله، لقد علمتُ أنه سيموت؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذا اقنطع عنا من السماء.


(١) المعجم الكبير (٩/ ٢٥٨) وإسناده حسن.
٢٢٥٩ - الطبقات الكبرى (٨/ ٢٢٥) ورجاله ثقات.
٢٢٦٠ - مسلم (٤/ ١٩٠٧) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة -١٨ - باب من فضائل أم أيمن.
(٢) ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ٢٢٦) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>