للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تريد أن تُغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ " قالوا: نعم، ما جرينا عليك إلا صدقاً، قال: "فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد" فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} (١).

وفي بعض الروايات: (وقد تب) كذا قرأ الأعمش.

وفي رواية (٢): أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء، فصعِدَ إلى الجبل، فنادى: "صباحاه، يا صباحاه" فاجتمعت إليه قريش فقال: "أرأيتم إن حدثتكم: أن العدو مُصبحكم، أو ممسيكم، أكنتم تصدقوني؟ " قالوا: نعم، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديدٍ" وذكر نحوه.

وللبخاري (٣) أيضاً قال: لما نزل: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم قبائل، قبائل.

وفي رواية للبخاري (٤): لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف: "يا صباحاه" فقالوا: من هذا؟ فاجتمعوا إليه، فقال: "أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل، أكنتم مصدقي؟ " قالوا: ما جربنا عليك كذباً .. وذكر الحديث.

قال في الفتح:

والسر في الأمر بإنذار الأقربين أولاً أن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم، وإلا فكانوا علة للأبعدين في الامتناع، وأن لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة فيحابيهم في الدعوة والتخويف، فلذلك نص له على إنذارهم. وفيه جواز تكنية الكافر، وفيه خلاف بين العلماء، كذا قيل.


(١) سورة المسد: ١، ٢.
(٢) البخاري (٨/ ٧٣٧) ٦٥ - كتاب التفسير - تفسير سورة (١١١) - ٢ - باب (وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب).
(٣) البخاري (٦/ ٥٥١) ٦١ - كتاب المناقب - ١٣ - باب: من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية.
(٤) البخاري (٨/ ٥٣٧) ٦٥ - كتاب التفسير - تعسير سورة (١١١)، باب: ١ - .
(ورهطك منهم المخلصين): هذا مما نسخت تلاوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>