للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٧ - * روى أبو يعلي عن جابر بن عبد الله قال: اجتمعت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأتِ هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ما يرد عليه، قالوا: ما نعلمُ أحداً غير عتبة ابن ربيعة، قالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبةُ فقال: يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنت خيرٌ أم بعد المطلبِ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خيرٌ منك قد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كُنت تزعمُ أنك خيرٌ منهم فتكلم حتى نسمع قولك، أما والله ما رأينا سخطة أشأم على قومك منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب حتى طار فيهم أن في قريش ساحراً، وأن في قريش كاهناً، ما يُنتظرُ إلا مثل صيحةِ الحبلى بأن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى تتفانى. أيها الرجل: إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنى قريشٍ رجلاً، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش فنزوجك عشراً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفرغت؟ " قال: نعم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (١) حتى بلغ {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} (٢) فقال عتبة: حسبُك، ما عندك غير هذا؟ قال: لا، فرجع إلى قريش فقالوا: ما وراءك؟ فقال: ما تركتُ شيئاً أرى أنكم تكلمونهُ به إلا كلمته، قالوا: هل أجابك؟ قال: نعم، قال: والذي نصبها بنية ما فهمت شيئاً مما قال غير أنه قال: أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قالوا: ويلك يكلمك رجل بالعربية فلا تدري ما قال، قال: لا والله ما فهمت شيئاً مما قال غير ذكر الصاعقة.

أقول: إن فتح باب الحوار لمصلحة الإسلام والمسلمين إذا وجد الداعية الكامل هو


٩٧ - قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٩): رواه أبو يعلي وفيه الأجلح الكندي وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره، وبقية رجاله ثقات. وقال عنه الحافظ في التقريب (١/ ٤٩) (صدوق) لذا فالحديث حسن إن شاء الله تعالى، ويزيده ما رواه ابن إسحاق مرسلاً بإسناد جيد (١/ ٣١٣).
الباء ة: النكاح
(١) فصلت: ١، ٢.
(٢) فصلت: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>