للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلف ثوبه في عنقه، فخنقه خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فأخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وذكر الحديث.

١٣٥ - * روى البزار والطبراني في الأوسط، عن عبد الله بن مسعود قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، وأبو جهل بن هشام وشيبة وعتبة ابنا ربيعة وعقبة بن ابي معيط وأمية بن خلف ورجلان آخران كانوا سبعة وهم في الحجر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فلما سجد أطال السجود، فقال أبو جهل: أيكم يأتي سلا جزور بني فلان فيأتينا بغرثها فنكفئهُ على محمدٍ؟، فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيطٍ فأتى به فألقاه على كتفيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد.

قال ابن مسعود: وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم ليس عندي منعة تمنعني فأنا أذهبُ، إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه، ثم استقبلت قريشاً تسبهم فلم يرجعوا إليها شيئاً، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "اللهم عليك بقريش - ثلاثاً - عليك بعتبة وعقبة وأبي جهل وشيبة".

ثم خرج من المسجد فلقيه أبو البختري بسوطٍ يتخصرُ به، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنكر وجهه


١٣٥ - البزار: كشف الأستار (٣/ ١٣٦). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٨): قلت: حديث ابن مسعود في الصحيح باختصار قصة أبي البختري - رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الأجلح بن عبد الله الكندي، وهو ثقة عند ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره، أهـ وبقية رجاله ثقات.
قلت: الأجلح الكندي قال عنه الحافظ في التقريب (١/ ٤٩) "صدوق" وعلى ذلك فالحديث حسن إن شاء الله تعالى.
السلا: يفتح السين المهملة: قال في النهاية الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفاً فيه، وقيل هو في الماشية السلا وفي الناس المشيمة والأول أشبه لأن المشيمة تخرج بعد الولد ولا يكون الولد فيها حين يخرج أهـ (وقال الحافظ ابن كثير) في تاريخه: السلا هو الذي يخرج مع ولد الناقة كالمشيمة لولد المرأة، وفي بعض ألفاظ الصحيح أنهم لما فعلوا ذلك استضحكوا حتى جعل بعضهم يميل على بعض أي يميل هذا على هذا من شدة الضحك لعنهم الله. الجزور: ما يصلح لأن يذبح من الإبل. ولفظه أنثى، يقال للبعير: هذه جزور سمينة يجمع على جزائر وجزر. الفرث: الأوساخ في الكرش. نكفئه: (كفأ) الإناء - كفئا: كبه وقلبه. العاتق: ما بين المنكب والعنق. السوط: ما يضرب به من جلد". يتخصر بالسوط: يلفه على خاصرته. خلى: خلى الأمر: تركه. ويقال خلى سبيله: تركه وأرسله. الملأ: أي: أشراف القوم وسراتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>