للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال مالك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "خل عني" قال: عَلِمَ الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شيء، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه غير مخلٍ عنه أخبره، فقال: "إن أبا جهلٍ أمر فطُرح علي فرثٌ" فقال أبو البختري: هلم إلى المسجد، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو البختري فدخلا المسجد، ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل فقال: يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فطرح عليه الفرثُ؟ قال: نعم، قال: فرفع السوط فضرب به رأسه، قال: فثار الرجال بعضها إلى بعضٍ، قال: وصاح أبو جهلٍ: ويحكم هي له، إنما أراد محمد صلى الله عليه وسلم أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه. وفي رواية فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعدُ، اللهم عليك بالملأ من قريشٍ".

١٣٦ - * روى أبو يعلي والطبراني عن عمرو بن العاص قال: ما رأيت قريشاً أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يوماً ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي مُعيط فجعل رداء في عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبتيه، وتصايح الناس وظنوا أنه مقتول، قال: وأقبل أبو بكر يشتدُّ حتى أخذ بضبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه وهو يقول: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟ ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوسٌ في ظل الكعبة فقال: "يا معشر قريش أنا والذي نفسي بيده ما أُرسلت إليكم إلا بالذبح" وأشار بيده إلى الحلق، فقال له أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت منهمْ".

١٣٧ - * روى أبو يعلي والبزار عن أنس بن مالك قال: لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غُشي عليه، فقام أبو بكر فجعل ينادي: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، فقالوا: من هذا؟ فقالوا: أبو بكر المجنونُ


١٣٦ - قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٦): رواه أبو يعلي والطبراني وفيه محمد بن عمرو عن علقمة وحديثه حسن، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح.
وجب: سقط. الضبع: وسط العضد. جهولاً: جهل فلان على غيره، جهلاً، وجهالة: جفا وتسافه.
١٣٧ - البزار: كشف الأستار (٣/ ١٢٥) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ١٧): رواه أبو يعلي والبزار. وراد فتركوه وأقبلوا على أبي بكر ورجاله رجال الصحيح.
خشي عليه: أغمي عليه. ويلكم: من الويل وهو حلول الشر، أو هي كلمة عذاب، وقيل إنها واد في جهنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>