للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما لم يشركوا بالله شيئاً. قال ابن مسعود: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قال: السدرة في السماء السادسة، قال سفيان: فراشُ من ذهبٍ، وأشار سفيان بيده فأرعدها.

وفي رواية "إليها ينتهي علمُ الخلق، لا علم لهم بما فوق ذلك".

جاء في هذه الرواية أن سدرة المنتهى في السماء السادسة، وهذا خلاف المشهور.

قال الحافظ ابن حجر:

وقال القرطبي في (المفهم): ظاهر حديث أنس أنها في السابعة لقوله بعد ذكر السماء السابعة "ثم ذهب بي إلى السدرة" وفي حديث ابن مسعود أنها في السادسة، وهذا تعارض لا شك فيه، وحديث أنس هو قول الأكثر، وهو الذي يقتضيه وصفها بأنها التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرب على ما قال كعب، قال: وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه، وبهذا جزم إسماعيل بن أحمد، وقال غيره: إليها منتهى أرواح الشهداء، قال: ويترجح حديث أنس بأنه مرفوع، وحديث ابن مسعود موقوف، كذا قال.

١٥٤ - * روى البزار والطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل عليه السلام، فوكر بين كتفي فقُمتُ إلى شجرة فيه كوكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر، فسمت وارتفعتْ حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمستُ، فالتفت إلى جبريل كأنه حلسُ لاطئ فعرفت فضل علمه بالله عليَّ وفُتح باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم، وإذا دون الحجاب رفرفة الدُّر والياقوت فأوحي إلي ما شاء أن يُوحى".

١٥٥ - * روى البخار يعن قتادة بن دعامة: عن أنس عن مالك بن صعصعة: أن نبي


١٥٤ - البزار: كشف الأستار (١/ ٤٧).
مجمع لزوائد (١/ ٧٥) وقال: رواء البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
لاطئ: لطأ بالشيء لطئاً: لزرق. الحلس: ما ولي ظهراً لدابة والقتب والسرج، وما يبسط في البيت من حصيرة ونحوه، ويقال هو حلس بيته: لا يبرحه.
١٥٥ - البخاري (٧/ ٢٠١) ٦٣ - كتاب مناقب الأنصار - ٤٢ - باب المعراج.

<<  <  ج: ص:  >  >>