للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلام، مع أن للنبي صلى الله عليه وسلم من الاختصاص بإبراهيم أزيد مما له من موسى لمقام الأبوة ورفعة المنزلة والاتباع في الملة، وقال غيره: الحكمة في ذلك ما أشار إليه موسى عليه السلام في نفس الحديث من سبقه إلى معالجة قومه في هذه العبادة بعينها وأنهم خالفوه وعصوه، وفيه أن الجنة والنار قد خلقنا، لقوله في بعض طرقه التي بينتها "عرضت على الجنة والنار" وفيه استحباب الإكثار من سؤال الله تعالى وتكثير الشفاعة عنده، لما وقع منه في إجابته مشورة موسى في سؤال التخفيف، وفيه فضيلة الاستحياء، وبذل النصيحة لمن يحتاج إليها وإن لم يستشر الناصح في ذلك. أهـ.

١٥٦ - * روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو ذر يحدث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: "فُرج سقفُ بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل عليه السلام، ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطستٍ من ذهب ممتلئ حكمةً وإيماناً، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي، فعرج بي إلى السماء، فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل عليه السلام لخازن السماء الدنيا: افتح، قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحدٌ؟ قال: نعم، معي محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فأُرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح، قال، فلما علوْنا السماء الدنيا فإذا رجلٌ عن يمينه أسودة، وعن يساره أسودةٌ، قال: فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قال: فقال: مرحباً بالنبي الصالح، والابن الصالح، قال: قلتُ: يا جبريلُ من هذا، قال: هذا آدمُ عليه السلام وهذه الأسودةُ عن يمينه وعن شماله نسمُ بنيه، فأهلُ اليمين أهلُ الجنة، والأسودةُ التي عن شماله أهلُ النار، فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضحكَ، وإذا نظر


١٥٦ - مسلم (١/ ١٤٨) ١ - كتاب الإيمان - ٧٤ - باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات.
والبخاري (١/ ٤٥٨). ٨ - كتاب الصلاة - ١ - باب: كيف فرضت الصلوات في الإسراء؟
الأسوِدة: جمع سواد، والسواد: الشخص، إنساناً كان أو غيره، أراد: وحوله أشخاص، نسم بنيه: النسم جمع نسمة، وهي كل شيء فيه روح، وقيل: (النسمة) النفس والروح.
ظهرتُ لمستوى: أي: علوت وارتفعت، وصرتُ على ظهره، والمستوى: المكان المستوي، صريف الأقلام: الصريف: الصوت، ومنه: صريف البكرة، وصريف ناب البعير، الجنابذ: القصور.

<<  <  ج: ص:  >  >>