الجنة" قال: فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغرهم فقال: رُويداً يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحنُ نعلم أنه رسول الله وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قومٌ تصبرون على ذلك وأجركم على الله وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خبيئة فتبينوا ذلك فهو عُذررٌ لكم عند الله قالوا أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبداً ولا نسلبها أبدا، فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة.
١٧٤ - * روى أحمد والطبراني عن كعب بن مالك وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خرجنا في حُجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء ابن معرور كبيرنا وسيدنا، فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة، قال البراء لنا يا هؤلاء إني قد رأيت والله رأياً وإني والله ما أدري توافقوني عليه أم لا؟ قلنا له: وما ذاك قال: قد رأيتُ أن لا أدع هذه البنية مني بظهر يعني الكعبة، وأن أصلي إليها قال: فقلنا والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام، وما نُريد أن نخالفه فقال: إني أصلي إليها: فقلنا له: لكنا لا نفعل، فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال: وقد عبنا عليه ما صنع، وأبى إلا الإقامة عليه، فلما قدمنا مكة قال: يا ابن أخي: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله عما صنعتُ في سفري هذا، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيتُ من خلافكم إياي. قال: فخرجنا نسألُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك، فلقينا رجلٌ من أهل مكة فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل تعرفانه قلنا: لا فقال: هل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه: قلنا: نعم، قال: كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجراً، قال فإذا دخلتما المسجد، فهو الرجل الجالس مع العباس قال: فدخلنا المسجد فإذا العباس جلس ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه جالسٌ فسلمان ثم جلسنا إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس "هل تعرفُ هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ " قال: نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه، وهذا كعب بن مالك قال: فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشاعر". قال: نعم. قال: فقال
١٧٤ - أحمد في مسنده (٣/ ٤٦٠، ٤٦١) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٤٥): رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع.