للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٠ - * روى البزار عن عمر بن الخطاب قال: لما اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياشُ ابن أبي ربيعة وهشام بن العاص الميضأة ميضأة بني غفار فوق شرفٍ وقلنا: أيكم لم يصبح عندها فقد احتبس فليمضِ صاحباه فحُبس عنا هشام بن العاص فلما قدمنا المدينة نزلا في بني عمرو بن عوف وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة، فكلماهُ فقالا له: إن أمك نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك فرق لها، فقلت له: يا عياش والله إن يريدك القوم إلا عن دينك فاحذرهم، فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت (١) ولو قد اشتد عليها حر مكة أحسبه قال لامتشطتْ، قال: إن لي هناك مالاً فآخذه قال قلت: والله إنك لتعلم أني من أكثر قريش مالاً، فلك نصف مالي، ولا تذهب معهما. فأبى إلا يخرج معهما، فقلت له لما أبى علي؛ أما إذ فعلت ما فعلتْ فخذْ ناقة هذه فإنها ناقةٌ ذلولٌ، فألزم ظهرها فإن رابك من القوم ريب فانج عليها فخرج معهما عليها حتى إذا كانوا ببعض الطرق قال أبو جهل بن هشام والله لقد استبطأت بعيري هذا أفلا تحملني على ناقتك هذه؟ قال: بلى، فأناخ وأناخا ليتحول عليها، فلما استووا بالأرض عديا عليه، وأوثقاه، ثم أدخلاه مكة وفتناه فافتتنَ، قال: فكنا نقول والله لا يقبل الله ممنْ افتتن صرفاً ولا عدلاً ولا يقبلُ توبة قومٍ عرفوا الله، ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابه قال وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أُنزل فيهم وفي قولنا لهم وقولهم لأنفسهم: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (٢) إلى قوله: {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (٣) قال عمر فكتبتها في صحيفةٍ وبعثتُ بها إلى هشام بن العاص قال هشام: فلم أزل أقرؤها بذي طوى أُصعدُ بها فيه حتى فهمتها. قال: فألقي في نفس أنما نزلت فينا وفيما كُنا نقول في أنفسنا وُقال فينا فرجعت فجلستُ على بعيري فلحقتُ برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة.


(١) في الأصل (لامتشطت) ولا يتم المعنى.
١٩٠ - البزار: في كشف الأستار (٢/ ٣٠٢) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٦١) وقال رواه البزار ورجاله ثقات.
(٢) الزمر: ٥٣.
(٣) الزمر: ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>