للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يلزمهم ذلك لأن المشيع عليهم لا يذكر تأويلاً.

٢٨٧ - * روى البخار يعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: شهدتُ من المقداد ابن الأسود مشهداً لأن أكون صاحبهُ أحبُ إليَّ مما عُدِلَ به: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: لا تقول كما قال قوم موسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا} (١) ولكنا نقاتلُ عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجههُ وسره، يعني قوله.

وفي رواية (٢): قال المقداد يوم بدرٍ: يا رسول الله، إنا لا نقولُ لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن امضونحن معك. فكأنه سُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حجر: قوله (مما عدل به) بضم المهملة وكسر الدال المهملة أي وزن أي مِنْ كل شيء يُقابل ذلك من الدنيويات، وقيل من الثواب، أو المرادُ الأعمُّ من ذلك، والمراد المبالغة في عظمة ذلك المشهد، وأنه كان لو خُير بين أن يكون صاحبه وبين أني حصل له ما يقابل ذلك كائناً ما كان لكان حصوله له أحب إليه، وقوله: (لأن أكون صاحبه) هو بالنصب، وفي رواية الكشميهني (لأن أكون أنا صاحبه) ويجوز فيه الرفعُ والنصب، قال ابن مالك: النصب أجود. قوله: (وهو يدعو على المشركين) زاد النسائي في روايته (جاء المقداد على فرسٍ يوم بدر فقال) وذكر ابن إسحاق أن هذا الكلام قاله المقدادُ لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الصفراء وبلغهُ أن قريشاً قصدت بدراً وأن أبا سفيان نجا بمن معه فاستشار الناس، فقام أبو بكر فقال فأحسن، ثم قام عمر كذلك، ثم المقدادُ فذكر نحو ما في حديث الباب وزاد "فقال: والذي بعثك بالحق لو سلكت بنا برك الغماد لجاهدنا معك من دونه. قال: فقال: (أشيروا علي) قال: فعرفوا أنه يريد الأنصار، وكان يتخوفُ أن لا يوافقوه لأنهم لم


٢٨٧ - البخاري (٧/ ٢٨٧) ٦٤ - كتاب المغازي - ٤ - باب: قول الله تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
(١) المائدة: ٧٤.
(٢) البخاري (٨/ ٢٧٣) ٦٥ - كتاب التفسير - ٤ - باب: فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون.
سُري: عن المحزون وغيره: إذا كشف عنه ما به.

<<  <  ج: ص:  >  >>