للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣١٠ - * روى الطبراني عن حَكِيمِ بن حِزامٍ قال: سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرضِ كأنه صوتُ حصاةٍ في طستٍ ورمَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحصاة فانهزمنا.

٣١١ - * روى البزارُ عن ابن عباسٍ، قال: أخذتْهم ريحٌ عقيمٌ يوم بدر.

٣١٢ - * روى الطبراني عن ابن عباس، أن النبي قال لعلي: "ناولني كفاً من حصى" فناوله، فرمى به وجوه القوم فما بقي أحدٌ من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ...} (١).

أقول: وهكذا اجتمع في بدر الأخذ بالأسباب بالقدر الممكن مع التوفيق الرباني في تهيئة جميع أسباب النصر متعاونة متكافئة مع التأييدات الرباينة الخارقة والغيبية، ففي عالم الأسباب تشكل دراسة الأرض والطقس ووجود القيادة والثقة بها والروح المعنوية لبناتٍ أساسية في صحة القرار العسكري، ولقد كانت الأرض لصالح المسلمين وكان الطقس مناسباً للمعركة، والقيادة الراقية موجودة والثقة بها عالية والروح المعنوية سابقة، وبعض من هذه المعاني كان من الله بشكل مباشر وتوفيقه وبعضها كان من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذاً بالأسباب المطلوبة فتضافر الأخذ بالأسباب مع توفيق الله وزيد على ذلك التأييدات الغيبية والخارقة فكان ما كان، وذلك نموذج على ما يعطاه المسلمون بفضل الله إذا ما صلحت النيات عند الجند والقادة ووجدت الاستقامة على أمر الله، وأخذ المسلمون بالأسباب.

* * *


٣١٠ - أورده الهيثمي في المجمع (٦/ ٨٤) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
٣١١ - أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٧٧) وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.
الريح العقيم: هي التي لا تلقح.
٣١٢ - المعجم الكبير (١١/ ٢٨٥) وأورده الهيثمي في المجمع (٦/ ٨٤) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(١) الأنفال: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>