للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣١٥ - * روى البخاري عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: كاتبتُ أمية بن خلفٍ كتاباً: بأن يحفظني في صاغيتي بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة، فلما ذكرتُ (الرحمن) قالك لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان لك في الجاهلية، فكاتبته (عبد عمرو) فلما كان يوم بدر خرجتُ إلى جيلٍ لأحرزه حين نام الناس فأبصره بلالٌ، فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار، فقال: أمية بن خلفٍ، لا نجوتُ إن نجا أمية، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيتُ أن يلحقونا خلفت لهم ابنه، لأشغلهُم به، فقتلوه، ثم أبوا حتى يتبعُونا، وكان رجلاً ثقيلاً. فلما أدركونا قلتُ له: ابْرُك، فبَرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه، فتجللوُه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه، وأصاب أحدهم رجلي بسيفه، وكان عبد الرحمن يُرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه.

وفي رواية: فلما كان يوم بدر، حصللي درعان، فلقيني أمية فقال: خُذني وابني، فأنا خيرٌ لك من الدرعين، أفتدي منك، فرآه بلالٌ، فقال: أمية رأسُ الكفر، لا نجوتُ إن نجا أمية، فقتلهُما، فكان ابن عوفٍ يقول: يرحمُ الله بلالاً، فلا درعي ولا أسيري.

قال في الفتح: قوله: (بأن يحفظني في صاغيتي) الصاغية بصاد مهملة وغين معجمة خاصة الرجل، مأخوذ من صغى إليه إذا مال. قال الأصمعي: صاغية الرجل كل من يميل إليه، ويطلق على الأهل والمال. وقال ابن التين: رواه الداودي ظاعنتي بالظاء المشالة المعجمة والعين المهملة بعدها نون، ثم فسره بأنه الشيء الذي يسفر إليه قال ولم أر هذا لغيره. قوله: (لا أعرف الرحمن) أي لا أعترف بتوحيده، وزاد ابن إسحق في حديثه أن أمية بن خلف كان يسميه عبد الإله. قوله: (حين نام الناس) أي رقدوا، وأراد بذلك اغتنام غفلتهم ليصون دمه. قوله (فقال: أمية بن خلف) بالنصب على الإغراء، أي عليكم أمية، وفي راية أبي ذر بالرفع على أنه خبر مبتدأ مضمر أي هذا أمية. قوله: (خلفت لهم


٣١٥ - البخاري (٤/ ٤٨٠) ٤٠ - كتاب الوكالة - ٢ - باب: إذا وكل المسلم حربياً في دار الحرب أو في دار الإسلام.
لأحرزه: أي: لأحوطه وأحفظه من القتل، ومنه الحرزُ، وهو الموضع الذي يحفظ فيه الشيء.
فتحللوه: تحللوه بالسيوف. أي: قتلوه بها طعناً، جعل السيوف في هذه الحالة كالأخلة، حيث لم يقدروا أن يضربوه بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>